دليل الحدود لكيفية قضاء الوقت ريثما ينتهي أصدقاؤك من غناء "سنة حلوة يا جميل" لك

إنه اليوم الموعود، اليوم الذي يكترث فيه أصدقاؤك لأجلك ويختارونك موضوعاً لنشاطٍ جديد يُخرجهم من روتينهم اليومي. مرّ ٢٨ عاماً بالتمام والكمال منذ منحتَ والدتك أكبر ألمٍ جسدي اختبرته في حياتها، ودأبتَ بعدها على منحها الآلام والخيبات النفسية دون توقف. لذا، لا بدّ لأصدقائك من تذكيرك بهذا الإنجاز وبأنك اقتربت من الثلاثين، ثمّ معاقبتك على كل ما اقترفته عبر ثلاث دقائق أبديّة من الغناء والموسيقى يبدأها وليد توفيق بدعوتك للنزول إلى الساحة، وتنتهي بنفخةٍ على الشموع تتمنى لو روحك خرجت معها.

الحدود هنا لمساعدتك في إنهاء هذه المعاناة، إذ استعنّا بالدكتور عبسي حمود الكوّاري، الخبير في شؤون السلوكيات المُقحَمة ومؤلف كتاب "سيكولوجية المناسبات وأخطاء لا نتعلم منها حتى الممات" وأفادنا بالنصائح التالية:

غنِّ معهم

نعم، صفّق وردد مع أصدقائك "سنة حلوة يا جمييييل"، حتى لو كان الجميل هو أنت شخصياً، فلا ضرر من بعض المدح الذاتي. سيُشتت هذا التصرف الأخرق شعورك بالارتباك؛ لتنقل حالة القلق وعدم الراحة من نفسك إلى أصدقائك العاجزين عن تفسير ما يقوم به نجم عيد الميلاد، حينها سيحرصون على إنهاء اللحظة في أسرع وقت تفادياً لمزيدٍ من الإحراج.

احصِ الأشياء من حولك

من حسن حظك أن الاحتفال بعيد الميلاد يضع أمامك الكثير من الأشياء القابلة للعدّ التي يمكنك الانشغال بإحصائها ريثما تنتهي الأزمة. عدّ أصدقاءك الذين لم ترَهم منذ عيد ميلادك الماضي، احصِ الشموع الموجودة على الكعـ.. آه عذراً، سيذكّرك ذلك مجدداً بمضيّ سنين عمرك، تجاهل هذا المقترح. أسعِد نفسك وعدّ أكياس الهدايا التي جلبها أصدقاؤك معهم، إن وجدت. وأخيراً، يمكنك ألّا تخرج من مزاج الأغاني المحيطة بك وتعدّ المرات التي تتكرر فيها العبارة نفسها، ربما تخرج بإحصائية جديدة توضح تفاهة جنسنا البشري.

اشغل نفسك في التفكير بأمنية

قد يفاجئك أحد أصدقائك اللطفاء الظريفين ويطلب منك أن تتمنى أمنية بعد إطفاء الشموع، ستكون حينها أقصى أمانيك أن تنشقّ الأرض وتبتلعك أو لو أنك لم تولد إطلاقاً. ادرأ تلك الأفكار السوداوية ولا تدعها تتمكن منك، فبمجرد سماعك للموسيقى انطلق مع أفكارك وفكّر بما تتمناه من هجرة أو أموال أو حبيب، لتكون أمنيتك جاهزة عند طلبها مباشرةً متفادياً لحظات الصمت المحرج.

مُت

نعلم أن الأمر خارجٌ عن إرادتك، لكن سيكون من حسن حظك أن يأتي ملَك الموت ويخلّصك من بؤسك في لحظةٍ واحدة لطالما كنت أحوج ما تكون إليها. لكن تمنّى حينها ألّا يُحشر المرء حقاً على ما مات عليه، وإلا ستضطر أن تمضي سنين القيامة معذباً تستمع إلى نفس الأغنية قبل أن ترتاح أخيراً وتدخل جهنم.