ابن وقح يقاطع الممثلة أثناء حديثها

تمادى الطفل حمودة الصغير في وقاحته وقلة حيائه واقتحم غرفة المعيشة ليتحدث عن شيءٍ ما لا يتذكره أي من والديه، ضارباً بعرض الحائط قواعد الأدب التي ورثها عن والديه عن والديهم عن آبائهم الأولين، ودون إظهار أدنى احترام لحديث الممثلة على الشاشة وحساسية لحظة اعترافها بحبها لبطل المسلسل.

وندد السيد فتحي البهلوان أبو حمودة بتصرف ابنه "توقعت من الكلب أن يقتدي بي عندما كنت في سنّه دون تذكير مستمرّ مني، ورغم ذلك، كررت له تجربتي بالتزام آداب عدم مقاطعة مذيع الراديو، ولكن بعد إيقاف المسلسل طبعاً كي لا نسيء للممثلة أكثر من ذلك".

ولم يكتفِ السيد فتحي بتوبيخ حمودة ورواية القصص ليستخلص منها الحكم والعبر، بل بحث في أسباب تصرفاته "اتّضح أني منحته أكثر مما يحتاج من الدلال في المنزل. فما معنى أن يرفع يده في المدرسة قبل التحدث ولا يفعل المثل في المنزل؟ يجدر بي البدء بالعمل بنظام الدرجات والامتحانات والعقوبات لئلا تضيع شخصيته بين البيئتين، وكي يعتاد على وتيرة ثابتة من التوتر والضغط".

وأعربت والدة حمودة السيدة نهلة المرمروني عن مخاوفها من وجود نقصٍ في قدرات ابنها الاستيعابية "دأبت على توجيه حمودة وتطوير مهارات الحوار لديه منذ تشكّل وعيه، فعلمته أنه من الأدب ألّا يجادل عندما أوبّخه، وأنّبته عندما صمت ولم يردّ على توبيخاتي. لقنته آداب النظر في الأرض عند الحديث معي وأمرته بالنظر في عينيّ عندما أكلّمه. وها هو الآن يفعل فعلته الشنعاء بكل جرأة ودون أدنى تأنيبٍ للضمير بعد كل دروسي حول خيالية الشخصيات الكرتونية التي يشاهدها على التلفاز وعدم تأثيرها على حياته".

يذكر أن السيد فتحي والسيدة نهلة يعملان جاهدين على وضع قائمة بمن لا يجب على حمودة مقاطعته بأحاديثه وأفكاره الطفولية عديمة الفائدة، وجاء فيها فريد الأطرش ووردة الجزائرية ومذيعي نشرة التاسعة وعصام الشوالي، بالإضافة إلى والديه سواء خلال شجارهم بصوتٍ عالٍ أو تفكيرهم بصمت.