جنود إسرائيليون يلعبون حجرة ورقة مقص لتحديد الصحفي الفلسطيني التالي الذي سيقتلونه
زاهر قناص - مراسل الحدود لشؤون الألعاب الشعبية غير المعادية للسامية
٠٢ يونيو، ٢٠٢٢

ابتكرت مجموعة من نخبة الجنود الإسرائيليين خفيفي الظل ثقال الفكر منهجيةً جديدةً لتحديد هوية الصحفي التالي على قائمة الصحفيين الواجب تصفيتهم خلال العام، وذلك باتباع خطة حجرة-ورقة-مقص فيما بينهم، يتلوها دور "كوم بان يس" بين آخر اسمين مرشحين بهدف ضمان نزاهة العملية.
وجاءت هذه الخطوة كردّ فعل على وابل الاتهامات التي وُجهت نحو إسرائيل بعدم احترامها القوانين الدولية التي تنص على ضرورة حماية الصحفيين، إذ أوضح متحدث باسم وزارة الدفاع أنها سئمت من التأطير الظالم الذي تتعرض له "الأمر ليس عشوائياً أبداً، فعندما قيل إننا لا نستهدف سوى الصحفيين المحليين، استهدفنا مكاتب أسوشيتيد برس ومراسلي سي إن إن، وعند استهدافنا أحمد أبو حسين، وياسر مرتجى، ومعاذ عمارنة، ونضال اشتية وغيرهم، بدأت الأقاويل والتأويلات بوجود تحيزٍ جنسي، لكن هاهم الفلسطينيون استمروا بإظهار تذمرهم في الشوارع والساحات عندما استهدفنا الصحفيات النساء مثل شيرين أبو عاقلة وغفران وراسنة، لنثبت أن جميع الصحفيين سواسية على قائمتنا".
وجاء اعتماد خطة حجرة ورقة مقص لتحديد الصحفيين بعد أن أثبتت أنها الوحيدة التي تساوي بين جميع الأهداف وتقلّص هامش الخطأ من بين عدة خططٍ أخرى طُرحت سابقاً، كان منها خطة وضعتها وزارة الدفاع بالتعاون مع باحثين من جامعة تل أبيب يُترك فيها الأمر للذكاء الاصطناعي لتحديد هوية الصحفي المستهدف تالياً، إلا أن الخوارزمية فشلت بالتمييز بين الصحفيين وبين كتاب الفانتازيا في سكاي نيوز ودويتشه فيله ووضعتهم على القائمة.
وعن الاستهداف الإسرائيلي المتزايد للصحفيين، أوضح الباحث المختص في علم النفس الدكتور كُ.أُ. أن ذلك يأتي لحماية الصحة النفسية لشعبٍ لديه ما يكفي ليقلقه "توثيق القصص والحوادث بالمقالات والمقاطع الصور وتناقل الفظائع كلها عوامل تعيد إحياء الذكريات السيئة المرافقة لها، وهذا ما يزيد من احتمال الإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة في وقتٍ أحوج ما نكون إليه لعقولٍ سليمة تتآكل في السجون المنفردة".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.