دليل الحدود لتقصّي شعرك في المنزل قصة مذهلة لن تُتعب الكوافير كثيراً بتعديلها من بعدك
عزَّة أطراف - مراسلة الحدود لشؤون محاولة لملمة اللبن المسكوب والآلام والشعر الضائع
٢٩ مايو، ٢٠٢٢
من منّا عزيزتي لم تصدف أثناء تصفحها المعتاد في الثالثة صباحاً فيديوهات يوتيوب وفيسبوك وإنستغرام والسناب شات والتيكتوك مقطعاً لفتاة تمشط شعرها وتقصه باحتراف يفوق قدرتك على التعامل مع خيوط السباغيتي؟ لا بد أنكِ انبهرتِ بها ورحت تتساءلين عن الجدوى من زيارة الصالون، وعن المنطق في دفع مبالغ طائلة مقابل عمل بهذه السهولة، قبل أن تسرحي بخيالك حتى يتراءى لك أنك توبخين الكوافير عماد النصّاب وتلقينه أرضاً مع أمشاطه ومقصاته وبخاخاته وكلامه الرخو، وتخبرينه كم هو بائس وكم يجب أن يعتزل هذه المهنة لأنه لم يسمع كلامك وقصّ سنتيمتراً إضافياً من نهاية شعرك المتقصف فلم تتطابق النتيجة النهائية مع توقعاتك.
وهكذا، بدل أن تكوني نائمة تتناولين المهلبية مع الملائكة لتستيقظي وتذهبي لعملك في الموعد حفاظاً على ما تبقى من كرامتك، تجدين نفسك أمام المرآة تتأملين المقص بيدك وتقنعينها أن الفتاة التي شاهدتها للتو في الفيديو ليست أفضل منك، وأن الـ ١٥ ثانية التي احتاجتها لقص شعرها أوضحت كل شيء وصار بإمكانك إعادة ما فعلته بدقة تامة، خصوصاً أنك كبرتِ ولم تعودي بحاجة لملاحظات أو نصيحة من أحد.
ولأن شعرك الذي تركته ليطول واعتنيت به وربيته كل شبر بنذر حتى صار تاجك ومصدر فخرك، نأمل في الحدود ألا نكون قد تأخرنا، وأن يظهر هذا المقال كإشعار على شاشتك، لتقرأي النصائح التالية التي لن تفيدك بقدر ما ستفيد الكوافير عماد حين تذهبين إليه صباح الغد منكسة رأسك معتذرة منه عما فعلت.
١. تعلمي إمساك المقص:
لأن الخطأ مجرد لحظة والندم يمتد من أربعة إلى خمسة أشهر، ولأن آخر خبراتك مع المقص كانت في حصة الرسم في الصف السادس الابتدائي، يُنصح بالكثير من التخطيط والتدريب؛ استعيني بڤيديوهات تفصيلية للمبتدئين تساعدك على قص الشعر وليس بتره، تدربي على كلبك أو قطتك، وإن لم يكن لديك أيا منهما، استعيني بابنة أختك بعد أن تودعيها وتودعي أختك بصمت، كنوع من تهيئة النفس لقطع صلة الرحم المُقبلة.
٢. مسافة ٣٠ سم على الأقل من الغُرَّة:
حتى لا ينتهي جبينك بمظلة كتلك التي تستعين بها المحال وبعض الشُرفات لحجب الشمس، ابتعدي تماماً عن الغرَّة وافسدي أطراف الشعر فقط حتى يكون الضرر غير مرئي قدر الإمكان .
٣. الاعتراف بالفشل فضيلة:
قد تسمعين في منتصف عملية القص صوتاً بعيداً يتوسل أن تتريثي للحظة وتنظري لشعرك في المرآة، وأن تمسكي الهاتف فوراً لتتصلي مع الكوافير المحترم عماد وتعتذري منه وتخبريه أنك تفضلين ألا يسمع كلامك، وأن يقص سنتيمتراً إضافياً من نهاية شعرك المتقصف، لأنه يعرف كيف يصل لنتيجة حتى لو لم تُطابق توقعاتك. أكدي له أنها المرة الأولى والأخيرة وتوسلي أن يعطيك فرصة أخيرة. هذا الصوت التي سمعته يا عزيزتي، ليس صوت ضميركً - فضميرك مات لحظة إمساكك بالمقص - إنه صوت مراسلة الحدود تحاول بالتخاطر إنقاذ ما يُمكن إنقاذه.
٤. وثقي جريمتك:
من غير المعقول أن تكرري ذات التجربة عدة مرات وتندمي ذات القدر من الندم، لذا، استعيني بصديقتك لتصورك وتحصلي على ڤيديو تحتفظين به لكل مرة تراودك فيها هذه الأفكار. لقد أثبتت دراسات الحدود وجود فرصة لعدم تكرار الخطأ بنسبة ٩٩,٩٩٪ حين ترين نفسك وأنت تقصين انعكاس شعرك في المرآة بينما تقصين هواء غرفتك.