تغطية إخبارية، تقرير

كل ما يهمك معرفته عن فيروس التغطية الإعلامية لجدري القردة

حكيم أبو قراط - أخصائي الحدود لجراحة الأورام الصحفية

Loading...
صورة كل ما يهمك معرفته عن فيروس التغطية الإعلامية لجدري القردة

لا بد أنك سمعت بمرض التغطية الإعلامية لجدري القردة الذي اجتاح العالم مؤخراً، بل ربما أصيب به أحد أقاربك من المحررين أو جمهور الوسائل الإعلامية، لكنك لا تزال تفتقد المعلومات الكافية عنه ولا تعلم حتى إن أصبت به أم لا. ودّع القلق واستعد لمعرفة كل ما ستحتاجه عن هذا المرض الذي يُنذر بإبادة تامة للأقلية المهنية في المجتمع الصحفي.

ما هو فيروس التغطية الإعلامية لجدري القردة؟

ينتمي فيروس التغطية الإعلامية لجدري القردة أو "فتإجق" إلى عائلة فيروسات Clickbaitus  editorius كما تسمى باللاتينية، التي عادةً ما تصيب المؤسسات الإعلامية ذات المناعة المهنية الضعيفة. ورغم أن أول إصابة بالفيروس الجديد سُجِّلت منذ أيام، إلا أن باقي فيروسات العائلة صارت واقعاً منذ زمن طويل.

ويتسم "فتإجق" بحصريةٍ مهنية، أي أنه يظهر بدايةً في الأوساط الصحفية فقط وينتقل بينها عبر ممارسات غير صحية كنسخ ولصق الأخبار الكسول -كما سيحدث مع هذه المقالة- إلا أنه يجد طريقه إلى القراء وعموم مستخدمي الإنترنت بعد فترة وجيزة، سيما أولئك الذين لا يتمتعون بفطرة سليمة فيمارسون القراءة من مواقع شاذة لا تراعي النظافة العقلية.

الأعراض

تختلف الأعراض بين القراء وصنّاع الأخبار؛ فبالنسبة للقارئ، يعتبر الهلع والنشر غير المنظم للروابط الإلكترونية العرض الأبرز، وتكمن خطورته في القدرة على إصابة الآخرين بأعداد كبيرة كما يحدث في المجموعات العائلية في تطبيق واتس آب. 

أما بالنسبة للبيئات الصحفية الموبوءة، فإن العطش الدائم وتفاقم حاجة المريض لأعداد كبيرة من النقرات تعد الأعراض الأكثر وضوحاً، الأمر الذي يغير من سلوك المؤسسة والعاملين فيها، فيظهر ميل لتشكيل عناوين أكثر تشويقاً من تلك التي اعتادوا عليها والتقمص المرضي لشخصية  الخبير، يترافق مع تكرار هوسي لعبارات مثل: "كل ما تود معرفته عن مرض جدري القردة" أو الهذيان باقتراب نهاية الأرض، إضافة إلى صعوبة التواصل دون اللجوء إلى النغمة التحذيرية أو الميل الهستيري للحديث عن المثليين بشكل عشوائي.

الوقاية والعلاج

لا سبل مؤكدة حتى اليوم للوقاية من هذا المرض؛ إذ تكمن خطورته في أن انتقاله لا يتطلب سوى قراءة عنوان أو اثنين قبل أن يغزو دماغ المريض. لذلك يُنصَح بتفادي أي وسيلة إعلامية تظهر عليها الأعراض وتعزيز المناعة التحريرية لوسائل الإعلام المعرّضة. ويختلف العلاج أيضاً بحسب طبيعة المريض؛ إذ يعد تذكير المرضى من القراء بأن الحياة على الأرض لن تنتهي قريباً وسيلة ذات نسب نجاحٍ معقولة، خصيصاً حين تترافق مع جرعات مضبوطة من المحتوى الذي يحترم عقلهم. أما بخصوص المؤسسات الناشرة للفيروس ومن يعملون فيها، فتذهب غالبية الآراء الطبية إلى ضرورة عزلها درءاً للخطر، تمهيداً لاستئصالها بشكل تام.

شعورك تجاه المقال؟