ملاذ ضريبي للفاسدين واللصوص يحكم ببراءة لص
أسعد سنكوحة - مراسل الحدود لشؤون المال أساس العدالة
١٩ مايو، ٢٠٢٢

أعلنت أم الملاذات الضريبية والجيب السري لمحفظة الفاسدين واللصوص والأوليغارشيين وزعماء الجريمة المنظمة، وتحت بلاطة قادة وزعماء المنطقة، والملقبة بسويسرا، أعلنت بالوعة الأموال هذه براءة جمال مبارك وعائلته من تهم تبييض الأموال الموجهة إليهم، والإفراج فوراً عن ثرواتهم وإنهاء كافة التحقيقات حول الموضوع ومنع كل من تسوّل له نفسه البعبصة فيه مرة أخرى، ورحمة الله عليك يا حسني كم كنت شريفاً ومظلوماً.
وقال المدعي العام السويسري إنه تأكد بعينه التي سيأكلها الدود من براءة عائلة مبارك وبياض كفهم، ومطابقة أرصدتهم وتحويلاتهم للمقاييس السويسرية المعتمدة في تهريب الأموال، مؤكداً أن التحقيق لم يثبت تلوث أموالهم بشبهات الكسب الشرعي والتحصيل القانوني، والتي لا تحبذ البنوك السويسرية عادةً التعامل مع وكلاء من هذه النوعيات ممن يتبعون هكذا طرق نظامية رخيصة.
وبيّن المدعي السويسري أن المبلغ الزهيد الموضوع لعائلة مبارك في المصارف السويسرية، والذي لا يتجاوز نصف مليار دولار، هو ما أثار الشكوك لدى الادعاء السويسري بأن يكون المبلغ قد جمع من إدارة أعمال ومشاريع سليمة قانونياً "كان أمراً محيراً بالنسبة إلينا، أن تجمع عائلة بقيت في حكم دولة شرق أوسطية ثلاثين عاماً مبلغاً زهيداً كهذا، وخاصةً أنها حكمت أم الدنيا شخصياً وليست دول مُعدمة كالأردن مثلاً، لكن التحقيقات أثبتت في النهاية أن الأمر لا يتعدى نزوع العائلة للتواضع والاكتفاء بما قسمه رب العائلة لهم قبل موته، خصوصاً بعدما تبين لنا أنهم يملكون ثروات طائلة في ملاذات أخرى، مما طمأننا على سيرتهم الذاتية وأنها تناسب ذوقنا الرفيع في اختيار اللصوص الذين نتعامل معهم".
وتقدمت سويسرا باعتذار رسمي لجمال مبارك، مؤكداً نية حكومة سويسرا إطلاق منحة حج وعمرة عن روح المرحوم حسني مبارك لطلب الصفح منه هو الآخر "أقصى ما يهمنا هو راحة وكلائنا ورضاهم التام عن معاملتنا، ويحز في أنفسنا أن زبوناً بحجم الراحل غادرنا وفي قلبه غصة بسببنا، مما يسيء لسمعتنا بين وكلائنا الراحلين ويقض مضاجعهم في العالم الآخر".
من جانبه أثنى جمال مبارك على نزاهة القضاء السويسري واعتبر قرار البراءة بمثابة هدية إلى روح والده الطاهرة الذي كدّ وتعب كل حياته وهو يجمع هذه المبالغ ليضمن لأولاده وأحفاده وأولاد أحفاده وأحفاد أحفاده حياة كريمة ثرية، مشيداً بحكمة الراحل بوضع تلك المبالغ في سويسرا جنة البنوك على الأرض والتي لا يظلم بها لص أو فاسد.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.