دليل الحدود لممارسة رياضة المشي في مدينتك
نُعمان التحاسيسي - مراسل الحدود من موسم الهجرة إلى البقالة
١٩ مايو، ٢٠٢٢
المشي، يا سلام، وهل يمكننا المضي قدماً في هذا العالم دون المشي؟ وسيلة تنقل، رياضة، حركة بركة، كل هذا وأكثر في فعل بسيط أوتوماتيكي من وضع قدم أمام قدم أمام قدم أمام قدم، كل الكائنات تمشي (إلّا النبات والأفعى وصديقك فريد الذي يفضّل لعب فورتنايت عن الحركة بشكل عام) حتى الأطفال يستطيعون فعلها، في الواقع هو الشيء الوحيد المُفيد الذي يستطيع فعله الطفل التافه هذا إلى جانب التغوط والبُكاء وتحويل حياة أهله إلى جحيم.
مدينتك، آآآه، يا سلااااااام، وكيف نشفى من حُب مدينتك؟ شوارع واسعة حديثة ومهيأة لكل: للكبير والصغير والسريع والبطيء والجميل والقبيح، مهيأة لكل السيارات مهما كانت مواصفاتها.أما للإنسان فتقدِّم مغامرة دائمة، شوق ولهفة وحرقة في عيونك ورئتيك. الأماكن، الزوايا، الشوارع، المجارير، رائحة العادم في الصباح، صوت فيروز مع قهوة على شرفة يدكها الغُبار، الشاحنات، الصهاريج، التعليقات من كل طرف وجنب، شريعة الغاب، مُجتمع متكامل فاعل مترابط طبيعي يتماهى مع البيئة المحيطة البائسة ويعيشها.
الآن، غالباً نقرت على هذا العنوان لأنك تريد ممارسة المشي في مدينتك؛ لكن هذا الفعل يتحوّل إلى سباق ٤٠٠ متر حواجز مع إصابات الجسدية محتملة، لذا، وإيماناً منّا في الحدود بدورنا المجتمعي لتحضيرك نفسياً وجسدياً لماراثون رحلة الصيف والشتاء في شوارع المدينة، نكتب هذا الدليل لعلك تستفيد وتقرر أن تحرّك أردافك والمشي أكثر في هذا المكان الذي يريدك، بحق السماء والأرض والنجوم، ألّا تمشي عليه.
الاستعمال الصحيح لمادة الرصيف -إن وجدت-:
عند استعمال المرافق المتوفرة على جنب الشارع (ما يلقب تاريخياً برصيف المشاة)، ننصحك باتباع أسلوب "عين الطير"، تقصَّى أبعد نقطة في الشارع بينما يمسح دماغك التضاريس التي أمامك بسرعة وذلك لتخطيط رحلتك من نقطة ألف إلى النقطة باء بسلام. يرافق ذلك المشي المراوغ بشكل أفقي بين المخاطر التي تتدرج بالصعوبة، من بالوعة بلا غطاء إلى ألغام وبقايا نووية من الحرب الأخيرة (أُنظر أدناه). نقاط الضُعف في هذا التكتيك تكمن بعدم إضافة "المخاطر من الأعلى" إلى خارطة الطريق، مثل بزق الجار سليمان من شرفته أو غوط الحمام المتساقط أو رشقة منعشة من المياه التي تتقطَّر من السجادة التي تركتها أُم زاهي على طرف الشُرفة لتجف.
الشتاء - أسباب وتداعيات:
يطل علينا فصل الشتاء كل عام، للأسف، ومعه تأتي شلالات نياجرا من كندا الشقيقة لتزور مدينتك وتخلق صوراً ولا أروع من مجسمات مائية تشارك بصناعتها سيارات المدينة المُسرعة، وإلى جانب تدني مدى الرؤية الأفقية والعامودية والتحت الحمراء؛ أنت بحاجة لاستراتيجية واضحة للمشي في هذا الطقس. ننصحك بالتعلم من كائن آخر يعيش ظروفاً مماثلة في أجمل مستنقعات فلوريدا، السلمندر. يمكنك المشي أفقياً (الجاهل يسميها سباحة) مع تحريك يديك كالفراشة إلى الأمام وإلى الخلف وإغماض عينيك وأنفك وأذنيك وكل فتحة بجسمك تجنباً للبلهارسيا والتهاب الكبد الوبائي.
الأُنثى إن رغبت في المشي:
عزيزتي، عند محاولتك للمشي في شوارع المدينة يُضاف عليك مستوى جديد من اللعبة، تقابلين الفطريات والورود المفترسة في لعبة سوبر ماريو، الذين يقتربون صوبك ويبدؤون باللحاق بك. الحل؟ بسيط. آلة المساعدة على المشي (في الصورة أدناه) من إنتاج شركة جلوك للأدوات الرياضية! حمِّليها بقطع صغيرة عيار عيار ٩ ملم من المعدن والبارود وافتحي صمَّام الأمان طبعاً. وعندما يتقدم نحوك الفطرية أريه لعتبك الجديدة وأطلقي منها عياراً في الهواء، وإن لم يغرب عن وجهك خلال ١٠ ثوانٍ يمكنك توجيهه نحو وجهه لتصيبي عيونه الجاحظة التي تتجه صوبك، ومن ثم أكملي مسيرك بكل راحة وأمان مع ضمانة عدم إزعاجك في رحلتك وفي المدينة أنت وبقية الإناث اللواتي يسكنّ فيها.