لايف ستايل، تحقيقات الحدود

تحقيقات الحدود: الكشف عن نوعية الحجارة التي تستخدمها مصانع السكاكر

سرجون دعوسوني - مراسل الحدود لشؤون الصناعات الباليستية

Loading...
صورة  تحقيقات الحدود: الكشف عن نوعية الحجارة التي تستخدمها مصانع السكاكر

من المؤكد أنك لعنت أم الساعة التي زرت فيها عائلة خالتك العيد الفائت، عندما أجبرتك على تناول قطعة السكاكر البيضاء الشفافة ذات نكهة النعناع الطبيعية المُصنّعة، لتأخذها على مضض وتضعها في فمك، وتتقلب داخله وتتقلب أنت على جمر النار بينما ترتطم بأسنانك ولسانك وتسبب لكَ آلاماً وجروحاً وتقرحات في اللثة، حتى تقرر في النهاية حسم الشقاء الذي تشعر به، والقضاء عليها بالعض عليها بقوة وتسمع صوت تكسرها تحت فكك الحديدي، أوه… لا لحظة هذا صوت تكسر طاحونتك الثالثة في الفك العلوي؟ الحمد لله على سلامتك.

طاقم فريق الحدود، وبعد أن تكرّم علينا أبو صطيف وضيَفنا مجموعة من السكاكر الملونة بمناسبة عيد ميلاده الميمون، تلك التي سببت لنا جروحاً نازفة في اللثة وكسوراً متفرقة في الأسنان وأثرّت على إنتاجية فريق الكُتاب، قرر إجراء عمليات استقصائية داخل مصانع السكاكر في المنطقة ليتوصل إلى معرفة سرّ الخلطة وأسباب صلابتها التي تفوق صلابة رأس أبو صطيف وخالتك وهم يصرون على إطعام الضيوف من هذه السكاكر.

قطع الفريق الشكّ باليقين وتوصل إلى الحقيقة، فبعد النبش في أدراج مكاتب معمل الدهشة للسكاكر والحلوى ذ.م.م. وجدت الحدود اتفاقية تعاون سريّة جداً مع مكاسر ومقالع الجرود السحيقة، على إثرها يزوّد مصنع السكاكر بأطنان مطنطنة من الحصى وفتات الصخور المختلفة يومياً، والتي تُعالج كيمائياً وتُعدّل بإضافة الصبغات والملونات عليها، لتتماهى كسكاكر زاهية تفتح النفس عليها وتوقع الناس في أفخاخها.

واشترطت الاتفاقية المسربة على المقالع والمكاسر عدم تزويدها بأحجار أقل صلابةً من أحجار الغرانيت أو حصى ناتجة عن صخور البازلت البركانية القاسية، وعدم تزويدها نهائياً بحجارة كلسية أو طباشرية التافهة التي لا تقوى حتى على شقّ أسنان الأطفال اللبنية.

من جانبه، أقرّ مدير خط الإنتاج في المصنع كُ.أُ.، الذي اختطفه الفريق بعد تهديده بحشو السكاكر في فمه، أقر بإضافة الحجارة والحصى، مؤكداً أن مصانع السكاكر هي مصانع سكاكر وأن إضافة الحجارة لتركيبتها مسألة وجودية "من دون الحجارة، سيفتقد العالم السكاكر، ولن يستطيع أنّ يميز بينها وبين أنواع الحلوى الرخوية البائسة كالراحة أو النوغا أو غيرها".

وفضح كُ.أُ. نية مصانع السكاكر حول العالم في الفترة المقبلة إضافة الحديد والأسمنت لإنتاج سكاكر بيتونية مسلحة، تدوم وتدوم وتدوم وتتحمل أقسى أنواع اللعاب الخطر وحمض الهيدروكلوريك، داعياً الناس إلى عدم تحميل الموضوع ما لا يحتمل، وشراء السكاكر للمص أو للدفاع عن النفس في وجه قطاع الطُرُق أو رميها على المصابيح العامة في الشوارع وتخريبها كفعل سياسي.

شعورك تجاه المقال؟