انتخابات لبنان: استمرار فرز الأصوات لمعرفة شكل الفراغ الدستوري القادم
أديب شحواري - مراسل الحدود لشؤون المستقبل الفارغ
١٧ مايو، ٢٠٢٢

تستمر عمليات فرز الأصوات في الانتخابات اللبنانية، بينما يجلس زعماء الأحزاب والسياسيون على أعصابهم، آملين أن تثمر النتائج عن مجلس نواب يمتلك أحد أطرافه ثلثاً معطلاً على الأقل، يتسنى له إحداث فراغ دستوري معتبر في المرحلة المقبلة يتفوق على كافة الفراغات الدستورية التي اشتهر بها لبنان في التاريخ الحديث والمعاصر.
وأكد وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي أن الفراغ الدستوري أهم من الانتخابات؛ فالأخيرة مجرد وسيلة للوصول للفراغ، ولا يمكن إجراؤها لإنهاء حالة فراغ إلا إذا كانت مبشرة بفراغ أكبر منه، يحمل بدوره شللاً لكافة مؤسسات الدولة ويسبب الجمود لحياة المواطنين ومصالحهم "في الوقت الحالي نحسب بالورقة والقلم الخيارات المتاحة أمامنا على ضوء النتائج التي تردنا، حتى نقترح على الزعماء الاصطفافات والتحالفات والخصومات الأنسب لهم ونساعدهم في إنتاج فراغ دستوري متين لا مجال لاختراقه بتحالفات من تحت الطاولة".
وشدّد بسام على أهمية أن تفرز نتائج الانتخابات أشكالاً متنوعة من الفراغ؛ مثل الفراغ الرئاسي والفراغ الحكومي، وتؤدي إلى تداول سلس ومستمر للسلطة بأنواعها، وإلّا سيتم الطعن بنتائج الانتخابات لتعاد وتعاد وتعاد "علينا التفكير بالمستقبل، فإن لم تتبع نهاية فترة رئاسة ميشال عون، فترة توازيها من الفراغ، فإن ذلك ينذر بضياع إرث سياسي تاريخي مسجل باسم لبنان".
وأضاف بسام أن الفراغ الدستوري يُعدّ حجر أساس الدولة اللبنانية ورمزاً وطنياً يضاهي الأرزة، مؤكداً أنه أكثر قدسيةً من اتفاق الطائف نفسه "في البداية لجأ السياسيون إليه كحل مؤقت يُلبي الحاجة المُلحة لتكسير رؤوس بعضهم وعرقلة مشاريعهم، إلا أنّ التجربة أثبتت فعاليته، بوصفه حالة سياسية مريحة تساعد على تصفية الذهن والحسابات وتسمح لهم بمراجعة أنفسهم وتبديل مواقفهم، وشيئاً فشيئاً أصبح الفراغ هو الحاجة، وصاروا يحمونه برمش العين، ويسعون إلى توسعته ليصير بحجم ثقب أسود يبتلع لبنان بأكمله".
من جانبه، هنأ رئيس العهد القوي الآيل للسقوط ميشال عون اللبنانيين على إنجاز الانتخابات، متمنياً أن تعود عليهم بأفضل الفراغات الدستورية وأطولها مدة "أهمّ ما أرجوه -عدا عن أن يرث عني صهري وحبيبي جبران الرئاسة- أن يعقب رحيلي في نهاية العام فراغ في منصب الرئاسة يتفوق على الفراغ الذي ملئته بعد استلامي الرئاسة، حتى أكون رئيساً بين فراغين، تخلل عهده العديد من الفراغات الحكومية، ليضاف هذا الإنجاز إلى سجل إنجازات عهدي القوي الفارغ".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.