من هو خليفة بن زايد الذي خلفه محمد بن زايد؟ أنت تسأل والحدود تسأل
منصور فواعلي - مراسل الحدود لشؤون تفسير الأحلام والطموحات
١٧ مايو، ٢٠٢٢
تلقى المتابعون خبر وفاة رئيس الإمارات بكل حيرة، فلم يكن للشعور بالحزن -أو السعادة- التي شعروا بها لدى قراءتهم "وفاة رئيس الإمارات" متسع أمام الارتباك الذي أصابهم عند إكمالهم الخبر بذكر شخصٍ اسمه الشيخ خليفة بن زايد،. فمن هي هذه الشخصية؟ ولماذا يرتبط موته بتولي محمد بن زايد الرئاسة؟ وكيف يتولى محمد بن زايد الرئاسة وهو أصلا الرئيس؟ ومنذ متى وهي "رئاسة" في الإمارات أساساً؟ أي مؤامرة هذه؟ أم أنَّ العالم تعرَّض لحملة تشويش كُبرى أصابتنا جميعاً بالجنون؟
صراحة يا عزيزي، لا نعلم عن خليفة شيئاً البتة، لدرجة أننا لم نذكر اسمه في موسوعتنا العظيمة من قبل، رغم احتوائها على كل علوم الدنيا وفنونها وكل سير الحكام العطرة وأمواتهم أباً عن جد، ومن الواضح أنَّنا لسنا وحدنا؛ فلم ينتج بحثنا الدؤوب في الإنترنت وصحف المعارضة التي لم تعد موجودة ومجلات رجال المال والأعمال والأزياء والفضائح والبورنو إلا بضعة تكهناتٍ وعدة فرضياتٍ غير موثوقة لا يعلم مدى صحتها إلا أصحاب الشأن وسكان القبور.
نقدِّم لك عزيزي القارئ ثلاث فرضياتٍ يمكنك اختيار أيٍّ منها؛ فمهما كانت الحقيقة لن تتأثر حياتك بشيء، وستتجسس عليك الإمارات أو تمول انقلاباً على ثورتك الجديدة أو تطلب من مخابرات بلادك اعتقالك أو تقصفك وأنت في طريقك إلى المستشفى لزيارة أخيك الذي أصيب خلال قصف جنازة والدك الذي توفى إثر نقص الغذاء.
فرضية الاستنساخ:
تفيد أحد الفرضيات أن خليفة بن زايد ما هو إلا نسخة تجريبية أكبر سناً من محمد، استنسخها قبل وفاة والده حتى يسند إليه الحكم بشكل صوري ويتحمل مسؤولية القرارات الرئاسية وجرائم الحرب والصفقات المشبوهة وغسيل الأموال، بينما يتدرب محمد على مهارات الرئاسة ويشتد ساعده تحت إشراف معلمين أقوياء متخصصين في فنون الانقلابات البيضاء من الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل ويلم شمل منافسيه من عائلة ابن زايد وعوائل الإمارات الست الأخرى ويهضمهم في بطن واحدة.
الصديق الوهمي:
تدعي فرضية أخرى أن خليفة لم يكن إلا لقباً لمحمد اشتهر به بين الناس وأتته تلك الفكرة العبقرية بخلق حياة مستقلة لهذا الاسم وإعطائه أوراقاً شخصية وصوتاً وشحماً ولحماً وكرسي رئاسة وناطحة سحاب وصوراً تُعلق في الدوائر الحكومية والمناهج الدراسية، خاصة وأن مواطنيه يلتزمون الأدب ويترفعون عن مناقشة الملابسات الداخلية للأسرة الحاكمة ولن يدققوا في الأمر، كما أنهم يتجردون ذاتياً من أي أوراق شخصية أو صوت أو شحم أو لحم لو أصابهم الفضول أو الامتعاض.
غيم أوف ثرونز:
ذكرت أحد المصادر فرضية ثالثة، تفيد بأن خليفة هو الأخ الأكبر غير الشقيق لمحمد بن زايد والرئيس السابق للبلاد فعلاً، وأنه أصيب بسكته دماغية سلبت قدراته العقلية، ليس هذا فحسب، بل أن له أخوين آخرين قتلا في حادثتين غامضتين لم يفتش وراءهما أحد، تاركين محمد بن زايد في أسىً شديد وأمام مسؤولية كبيرة ينوء بحملها وحده في صمت.