إضافة استخدام الهاتف والتحدث مع الراكب في المقعد الخلفي لشروط النجاح باختبار القيادة
أبو السهر - مراسل الحدود لشؤون الثقة العمياء
١٠ مايو، ٢٠٢٢
في لفتة تعكس رؤيتها الحداثية ومواكبتها للأمر الواقع ومراعاتها لصلب القيادة العملية، قرّرت إدارة السير تطوير العملية البالية والرثة في اختبار السائقين الجدد، من خلال إضافة استخدام الهاتف والتحدث مع الراكب في المقعد الخلفي لشروط النجاح، ما يضمن تخريج كفاءات جديدة والحفاظ على أمن الطرقات من السائقين التُفّه الذين لا يجيدون تلك المهارات.
وقال السائق أمين دوخني لمراسل الحدود وهو ينظر إليه في المقعد الخلفي نافثاً دُخان السيجارة مُتأملاً في الأفق من خلفه قبل الإجابة، إنّ هذا القرار جاء مُتأخراً "بوصفي سائقاً مُحترفاً أمضى عمره في شوارع العاصمة، أؤمن بأنّه ألّا تصل أبداً خيرٌ من أن تصل متأخراً، ولكنّه بالعموم القرار الوحيد الجيد لدائرة السير؛ ماذا استفدنا من استعمال الغماز غير ضحك الناس علينا؟ ماذا قدّم لنا حزام الأمان إلّا وجع الرقبة والخواصر؟ وعندما أفكر أن أتوقف عند شاخصة قف من المؤكد أنّ السائق من خلفي سيصطدم بـ… لحظة… ألو أهلاً عبير آه نعم… لا لا لا تقلقي الوقت مناسب، هممم… أنا في مقابلة الآن سأتصل بك عند التقاطع القادم... حسناً سلّمي… هلا أهلاً… عفواً أين كُنا ومن أين أتى الماء على مقعدك وعند أقدامك؟"
من جانبه، أعرب الرقيب عالي بو النجوم عن سعادته بهذه الخطوة وأثرها الإيجابي الملموس على أعمال مرتبات الأمن العام "كفاءة القيام بالأنشطة اللامنهجية أثناء القيادة تعني أنّ السائقين القادرين على فعلها بمهارة هم الوحيدون الذين سيسمح لهم بالقيادة على الطرقات، ما يعني أنّ بإمكان الدوريات الخارجية أخذ قيلولتهم المعتادة براحة ودون القلق بأمن السائقين -الله لا يردهم- على الطريق السريع، ونتوقع أن تسبح الدائرة بأموال المخالفات والغرامات، حيث سيقع السائقون بالفخ ويظنون أنّ تدربهم على التحدث بالهاتف يجعله قانونياً، ليُفاجؤوا بدُفعة سخية للدولة تنسيهم ما تعلموه في دروس القيادة".
وأضاف الرقيب أنّ الدائرة تفكر مليّاً بتصعيب الامتحان وغربلة المتقدمين، من خلال تعيين طفل صغير في القسم يجلس في حضن المتقدمين ويمسك المقود معهم ليحاكي حبيب قلب أبيه عبودي الصغير (الكاميكازي كما يلقبه) الذي يحب أن يدوس على الزامور ويُخرج رأسه من النافذة.
من جهة أخرى، سجلت الآنسة سليمة الفقاقيع اعتراضها على الإقصاء الممنهج في هذا القرار؛ إذ إن الاختبار لا يشمل شروطاً أساسية مثل وضع أحمر الشفاه والكحلة والماسكارا أثناء القيادة والتي تُمثّل جزءاً محورياً من رحلتها اليومية إلى المكتب، وقد تفضلت سليمة بإرسال اعتراضها لدائرة السير بالتزامن مع رسالة أُخرى أرسلتها لمصنع السيارات الذي أزال المرآة الشخصية من جهة السائق لتتفسخ وهي تحاول التبرج باستخدام مرآة الراكب أو المرآة الوسطى.