قصة نجاح: هكذا حفزني مديري وآمن بقدراتي إلى أن أصبحت محاسباً ومبرمجاً ومصمماً وكاتباً وآذناً في آن واحد

في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات البطالة، ويعجز الفشلة البائسون حاملو البكالوريوس  والماجستير والدكتوراه عن إيجاد وظائف تتناسب مع قدرتهم على القراءة والكتابة، يحقق الشاب زاهي أساعيد نجاحاً استنثائياً، وذلك بحصوله على وظائف عدة في شركة "طواحين الأمل"، وتحقيقه لقب الموظف المثالي لكثير من الأشهر على التوالي، بعد إثباته بأنه الآلة التي تحلم أي شركة باقتنائها.

الحدود توجهت للقاء زاهي، وبعد جهد جهيد استطاعت الوصول إليه عليه والتحدث معه لخمس دقائق بعيداً عن الكاميرات المنتشرة في المكاتب لمراقبة أدائه، حتى نقدم للراغبين بالحصول على وظيفة الوصفة الأنسب في اقتحام سوق العمل من أوسع أبوابه

أول الغيث قطرة

يؤكد زاهي أن حب مديره المهندس رأفت قرنبيط للعمل وإيمانه بقدرات الأفراد كان السبب الرئيس وراء نجاحاته " لقد لاحظ قدراتي من المقابلة الأولى، بعدما سألني إن كنت أتقن الترجمة وصياغة الإيميلات والطباعة وتنظيم الجداول على إيكسل إلى جانب تخصصي بالحقوق، كما سألني إن كان لدي مانع من التأخر في العمل في فترات الضغط. كان يبحث عن الموظف المثالي، ووجد فيَّ ضالته، فسلمني وظيفتي المحاسبة والبرمجة، إضافة لوظيفة المستشار القانوني التي تقدمت للعمل بها".

الكل بالكل

وأوضح زاهي أن إيمان مديره به كان وراء صعوده ونزوله على سلم الوظائف حتى تمدد على جميع درجاته، ففي الأسبوع التالي لتعيينه أنهى عقد مجموعة موظفين من أقسام التسويق والموارد البشرية والاستشارات والمبيعات "وأصدر قراراً بترقيتي رئيساً لهذه الأقسام بالوكالة، لتحفيزي وحمايتي من السقوط في دوامة العمل المكتبي الرتيب، اتبعها بتسجيلي في دورة مونتاج لإعداد مواد تعكس أجواء السعادة والتعاون بالشركة وسعينا لراحة العملاء.

مردود كبير

لدى سؤاله عن راتبه، قال رامي إنه لا يملك أدنى فكرة عنه، إذ لم يجد الوقت المناسب في بداية عمله للتفاوض مع مديره بهذا الخصوص، ثم لم يعد هناك داع للسؤال عنه "كنت أذهب في عطلة نهاية الأسبوع للاستحمام والنوم عدة ساعات، لكن استلامي مهام كبير المراسلين إثر اكتشافه قدرتي على مسح الغبار وإعداد القهوة والشاي والكركديه، دفعه لتخصيص غرفة لي في بيت الدرج أثثها بسرير ودولاب صغير وتلفاز إتش دي، وسمح لي باستخدام مرافق الشركة كما أريد، كالإنترنت الذي اعتمد عليه في متابعة كورسات الفوتوشوب واللغة الأجنبية خلال مناوبتي في الحراسة الليلية".

الثقة هي رأس مال الإنسان

من جانبها، أثنت السيدة فداء قرنبيط على خيار زوجها بتعيين زاهي "فهو قوي وأمين، لم يقصر يوماً عن إحضار الملابس من المصبغة أو قائمة المشتريات كما أحددها تماماً، وهو سائق ماهر وصبور، لا يتبرم من نقل زوجي وأولادي ونقلي حيث نشاء وقتما نريد. إنه نقيض الموظف السابق مراد الزفت الذي ركن السيارة جانباً في إحدى مشاويره معي وغادرها وغادر العمل إلى غير رجعة، طز عليه، زاهي أفضل منه بألف مرة، جميعنا نحبه، خصوصاً حبيبي حمودة الذي يفرح لرؤيته يركض نحوه ليرشه بالماء أو العصير وهو يصيح: هيييييه ذاهي ذاهي".