تغطية إخبارية، خبر

ابن سلمان يعلن انطلاق عمليات عاصفة التطوير في وسط جدة

حمدي الإزميل - مراسل الحدود لشؤون التحالف الحضري

Loading...
صورة ابن سلمان يعلن انطلاق عمليات عاصفة التطوير في وسط جدة

أعلن جلالة سمو ولي العهد السعودي، نائب رئيس الوزراء، ووزير الدفاع محمد بن سلمان انطلاق عملية "عاصفة التطوير" التي سيشنها التحالف الحضري السعودي بقيادة جلالته في وسط جدة، لتحريرها من رجس العشوائيات الظلامي وإعادتها إلى معسكر الحق والاستطباق، حيث يمكنها أن تنمو لتصبح منطقة عالمية باهظة غير محدودة بمواطنين عفا عليهم الزمن أو هوية عمرانية رثّة.

ووصف محمد عاصفة التطوير بنقطة التحول التي لم تشهد لها السعودية مثيلاً منذ عاصفة الحزم "إن الهدنة في اليمن -رغم اعتقادي بأنها لن تعمّر طويلاً- نبهتنا إلى عدونا الأشرس في الداخل: العشوائيات بمن يقطنها، التي صارت عالة تثقل كاهل الحكومة" متسائلاً كيف يجرؤ سكانها على العيش والتنفس والحركة وهم يعلمون أن كل واحدة من تحركاتهم لا تمد خزينة الدولة بأي مبلغ معتبر. 

وأكّد محمد أنّ عاصفة التطوير عملية معقدة ومتعددة المراحل؛ تبدأ بزوبعة الهدم وسيول التهجير ورياح التعويض المادي الجائر وإعصار الجرافات، قبل أن تنتقل إلى فيضان الإعمار الذي سينتهي بطوفان الافتتاحات، لتكمل خلاله المنطقة تحولها من بقعة بائسة وباهتة لا تضم متراً واحداً يليق بصورة على تطبيق إنستغرام، إلى صرحٍ عصري قادر على أداء واجبه في إنتاج مختلف أشكال التلوث البيئية والبصرية والصوتية. 

ورفض محمد أن ينسب كل الفضل إليه فيما يتعلق بهذه العملية النوعية، مشيداً بدور الملهمين الذين اطّلع على أعمالهم وتجاربهم خلال التخطيط لعاصفة التطوير؛ سواء كانوا من دكتاتوريي القرن العشرين الذين أتقنوا فنون التهجير القسري، أو من المعاصرين كالرئيس المصري الدكر عبد الفتاح نور عينينا السيسي الذي تخوض بلاده حرباً مشابهة ضد العشوائيات وفكرها الظلامي المتطرف الذي يستهدف فرحة الرئيس بالعاصمة الإدارية الجديدة. 

وفي ردٍ على منتقدي العملية، قال ابن سلمان "لا كرامة لنبي في وطنه، أو زمنه"، مؤكداً أن الكلفة البشرية للمشروع ضرورة لا بد منها وليست ذات أهمية مقارنةً بما ينتظر هذه المنطقة حين ترتدي حلّتها الجديدة الفاقعة وتكون مسرحاً لحدثٍ عالمي من وزن المباراة التي تحدد الفائز بحزام الوزن الثقيل في المصارعة الحرّة أو حفلٍ موسيقي لعمرو دياب في عيد ميلاده السبعين.  

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.