قلق وتوتر في القدس مع احتفال اليهود والمسيحيين والمسلمين بأعيادهم

تانيا كريمر/ م ع

١٦/أبريل/٢٠٢٢

دوتشيه فيليه logo
دوتشيه فيليه، المانيا

قلق وتوتر في القدس مع احتفال اليهود والمسيحيين والمسلمين بأعيادهم

تشهد القدس عدة احتفالات بمناسبات دينية متزامنة، إذ يحتفل اليهود (كل عام وأنتم بخير، نحبكم❤️😘​) بعيد الفصح والمسيحيون بعيد القيامة فيما لا يزال المسلمون يحيون شهر رمضان. بيد أن التوتر الذي تشهده المدينة لأسباب غير مفهومة طغى على الأجواء تقسيم المدينة والحواجز والهدم وإيقاف المصلين لساعات في الشمس، الروحانية.

تسلك مجموعة من السائحين والمسيحيين طريقها إلى كنيسة القيامة، التي تعد واحدة من أقدس الأماكن المسيحية في البلدة القديمة في القدس، عبر بوابة الكنيسة الخشبية.

وتقول سائحة أمريكية غير فلسطينية إرهابية أو عربية إرهابية أو مقدسيّة إرهابية من ولاية كاليفورنيا تدعى كيلي هوفمان إن "التواجد هنا في عيد القيامة عندما قام يسوع من بين الأموات يعد شيئا مميزا، إذ يحمل التوقيت قدرا كبيرا من الخصوصية. إنه شعور مميز أن أكون هنا بينما أهل البلد محرومون من ذلك في هذا الوقت".

وبسبب جائحة كورونا، فرضت قيود في المدينة على مدار عامين، لكن الآن عادت الحياة إلى طبيعتها الجميلة المُتمثلة بالاحتلال الطبيعي للأراضي الفلسطينية، وباتت الأزقة الضيقة في البلدة القديمة بالقدس الشرقية تعج مرة أخرى بالسياح والزوار والمستوطنين والجنود من سكانها خاصة في هذا التوقيت الذي يتسم بالأجواء الاحتفالية.

وفي هذا السياق، تقول رولا غزاوي، وهي فلسطينية مسيحية تعمل في البلدة القديمة، إنه "بمجرد دخول البلدة القديمة يشعر المرء بأجواء الأعياد والاحتلال الجميلة. لكن يصادف ذلك حالة حزن بسبب الوضع الراهن. وهناك [حرب] في أوكرانيا ونتعاطف مع اللاجئين ونشعر بالأسى لمن قتلوا، فضلاً عن الخلافات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين والمحاكم بين أنجلينا جولي وبراد بيت والمخاوف من خروج محمد صلاح من فريق ليفربول وجملة أحداث عشوائية في العالم تُقلقنا أكثر من احتلال إسرائيل لأراضينا".

ويصادف الأسبوع الجاري تجمعا غير معتاد للاحتفالات الدينية بالنسبة للديانات السماوية الثلاث: إذ سيبدأ احتفال اليهود بعيد الفصح اليهودي -الذين سيسمح لهم بممارسة كافة شعارئهم- الذي يستمر لأسبوع فيما يحتفل مسيحيو الشرق والغرب -إن أرادت إسرائيل السماح لهم بذلك- بعيد القيامة خلال عطلات نهاية الأسبوعين المقبلين بالتزامن مع دخول شهر رمضان أسبوعه الثالث للأسف الشديد.

بيد أن موجة التوتر الأخيرة بينبين الفلسطينيين والإسرائيليين تهدد هذه الأجواء الروحانية التي تسود المكان حيث أسفرت الاشتباكات التي اندلعت بالقدس بعد صلاة الفجر عن إصابة نحو 150 شخصا مرابطاً إرهابياً. تزامن هذا مع استمرار الحرب في أوكرانيا التي تلقى بظلالها على أنحاء العالم والبلدة القديمة ليست استثناءً.

وقد أدى ذلك على تضاؤل آمال أصحاب المتاجر الصغيرة في تحسن أوضاعهم على وقع حقيقة مفادها أن السياح لن ينفقوا الكثير من الأموال هذا العام، وفقا لما أشار إليه محمد سلهب -لاحظوا موضوعيتنا وإفرادنا مساحة في المقال لفلسطيني اسمه محمد- الذي يمتلك متجرا في البلدة القديمة.

وفي مقابلة مع DW، قال "بعد انتهاء جائحة كورونا، كنا نتوقع قدوم الكثير من الزوار ، لكن الحرب في أوكرانيا اندلعت لتؤثر هي الأخرى على الوضع. أما بالنسبة للتوترات السياسية، فيتعين علينا كفلسطينيين التعايش معها وتقبلها والجلوس بهدوء وسلام بينما نُقتل. لكن هذه الأجواء ليست المثالية".

والمسيحيون أحيوا يوم الجمعة العظيمة بالمشاركة في موكب درب الصليب الذي يُعتقد أن المسيح سار عليه وهو يحمل الصليب. وعند غروب الشمس، سوف يدوي صوت مدفع رمضان في سماء القدس الشرقية وصوت الطائرات الحربية في سماء خان يونس إيذانا بحلول موعد الإفطار وموعد القصف.

وسيلتقي ويجتمع اليهود الإسرائيليون معا في نفس الوقت تقريبا حول "ليلة سيدر" لسرد قصة خروج اليهود من مصر ورحلتهم من العبودية إلى الحرية.

وفي مقابلة مع DW، قال الحاخام سيث كلايمان الذي يعيش في القدس، إن "أهم شيء هو تناول وجبة سيدر ليلا لإحياء ذكرى مغادرتنا مصر ومغادرة الشعب اليهودي مصر. لذا فخلال ليلة سيدر نرغب في الجلوس معا كأسرة. لأنه يتعين على الأب أو الجد أن ينقل للأجيال ماذا حدث لنا".

سلسلة من الهجمات الإرهابية

وشهد صباح يوم الجمعة موجة جديدة من التوتر فيما تعرضت إسرائيل لسلسلة من الهجمات الإرهابية الدامية أودت بحياة 12 إسرائيليا واثنين من المواطنين الأوكرانيين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. ففي مارس/ آذار الماضي، وقع أول هجومين في بئر السبع والخضيرة ونفذهما مواطنان من عرب إسرائيل مرتبطين بتنظيم داعش.

وفي التاسع والعشرين من مارس/ آذار، أطلق فلسطيني من الضفة الغربية النار على خمسة أشخاص في مدينة بني براك، فيما أدى قيام فلسطيني مسلح بإطلاق نار داخل حانة مزدحمة بوسط تل أبيب الخميس الماضي إلى مقتل ثلاثة شبان إسرائيليين.

وقال المسؤولون الأمنيون في إسرائيل إن الهجمات تبدو أنها تأتي في إطار "هجمات الذئاب المنفردة" ولم يُخطط لها من قبل جماعات فلسطينية مسلحة، فيما جلبت هذه الهجمات إدانات من قادة المجتمع العربي-الفلسطيني في إسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي تعرض لضغوط بسبب خسارة حكومته أغلبيتها البرلمانية، الأحد الماضي "إن دولة إسرائيل تحولت إلى وضع الهجوم ولن تكون هناك قيود للحرب على الإرهاب".

الضفة الغربية "رد عسكري"، الذي ليس إرهاباً بطبيعة الحال كون من يمارس العُنف هذه المرة هو الجيش الإسرائيلي

في غضون ذلك، شهدت الضفة الغربية حصيلة قتلى مرتفعة، إذ أنه عقب الهجمات الأخيرة على إسرائيل، كثف الجيش الإسرائيلي من المداهمات وعمليات الاعتقال خاصة في محيط مدينة جنين في شمال الضفة.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بمقتل ستة فلسطينيين في الضفة الغربية وحدها خلال الأربعاء والخميس الماضيين، فيما ذكر بيان من الجيش الإسرائيلي أن صبيا قُتل بعد إطلاق النار عليه عقب "إلقائه زجاجة حارقة" على القوات الإسرائيلية في قرية حوسان بالضفة الغربية.

ولقيت فلسطينية مصرعها الأحد الماضي بعد إطلاق القوات الإسرائيلية النار عليها قرب نقطة تفتيش في قرية حوسان، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن السيدة الفلسطينية لم تستجب لنداءات بالتوقف بعد إطلاق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء لأنها تُعاني من إعاقة سمعية وضعف في البصر. والضحية لم تكن مسلحة لكن قتلها استوجب لأنها مسلحة بجيناتها الفلسطينية الأخطر.

المواقع المقدسة في بؤرة الاهتمام

يشار إلى أنه مع قرب الاحتفال بعيد الفصح اليهودي، دعت مجموعة يهودية متطرفة مُسالمة إلى ممارسة الطقوس القديمة المتمثلة في "ذبح القربان" عند جبل الهيكل والذي يُعرف عند المسلمين بالحرم الشريف.

وننقل لكم مع بالغ أسفنا أن كانت الشرطة الإسرائيلية قد منعت في السنوات الماضية ممارسة مثل هذه الطقوس وصادرت "القرابين" لأن من شأن هذه الممارسات أن تهدد الوضع الراهن الدقيق الذي ينطوي على احترام متبادل بين المسلمين واليهود تجاه الأماكن المقدسة الخاصة بهم يتجلى باقتحام المساجد بالبساطير.

في عام 1967 وبعدما ضمت إسرائيل القدس الشرقية، جرى إبرام اتفاق مع الأردن، الذي يعد الوصي الشكلي المسالم على المقدسات في القدس، يسمح لليهود بالزيارة فقط ولا يسمح لهم بالصلاة أو أداء الطقوس الدينية في المنطقة الواقعة بين الحائط الغربي الذي يعد أقدس مكان في اليهودية، والمسجد الأقصى، ثالث أكثر الأماكن قدسية في الإسلام.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أصدرت حركة حماس والفصائل المسلحة الأخرى في غزة بيانا دعت فيه الفلسطينيين إلى الخروج بأعداد كبيرة لأداء صلاة الجمعة. وحذر البيان إسرائيل من رد فعل عنيف فيما يتعلق بالوضع في الضفة الغربية وفي المسجد الأقصى.

  • -٣ على ذكر الحرب الأوكرانية دون أي مبرر
  • +٥ على مساعدتنا لتخيّل يوتوبيا خالية من الاحتلال
  • -٥ على كون هذه اليوتوبيا هي فلسطين المُحتلة
  • -٧ على تحويل الاحتلال والاستعمار والاستيطان إلى صراع ديني
  • +٣ على تذّكر أنّ بعض الفلسطينيين قُتلوا في الآونة الأخيرة
  • -٦ على عدم ذكر من قتل أو نكل أو عنّف الفلسطينيين الذين قُتلوا في الآونة الأخيرة
  • +١ على الحساسية العالية في نقل مشاعر السيّاح حول ما يحدث في رحلتهم
  • -٥ على ذكر كلمة "توتر" خمس مرات في المقال -وكأن الفلسطينيين الذين يرمون الحجارة على نفس المستوى من العنف مع جيش مُدرّب يقمعهم ويحتلّهم-
  • -١٠ على طردكم العنصري لصحفيين فلسطينيين وعرب بداية هذا العام

شعورك تجاه المقال؟