دويتشه فيله 1948: توتر بين سكان فلسطين والهاجاناه ينبئ باندلاع حرب
كلاوس هودينزاك - مراسل دويتشه فيله الذي لم يفصل من عمله منذ النكبة
١٩ أبريل، ٢٠٢٢
تشهد أراضي الانتداب البريطاني في فلسطين توترات شديدة في الفترة الأخيرة، مردها الفروقات المذهبية بين السكان المسلمين واليهود والمسيحيين، العاجزين عن إحياء أكثر من طقسٍ ديني في الوقت نفسه، في مأزق لا يبدو أن الخروج منه ممكن إلّا بالتخلي عن اثنين من هذه المكونات بشكل كامل.
تأتي هذه الأحداث المُقلقة عقب خرق مجموعات من المتطرفين العرب لسيادة المستعمرة البريطانية، وشنهم هجمات إرهابية بحق الجالية اليهودية المحلية خلال ممارستها طقوساً روحانية مسالمة مثل الرقص فوق الجثث وإشعال الشموع في ركام القرى العربية التي نبتت في فلسطين بالصدفة.
وتجنباً لإذكاء نار الفتنة، اختارت قوى الهاغاناه الوطنية الرد باعتدال ودقة؛ فاستهدفت تجمعات صغيرة عوضاً عن المدن الأكبر، وشنت هجوماً يحمل طابعاً دفاعياً شديد الوضوح على قرية تدعى "دير ياسين".
وفي تصريح حصري لدويتشه فيله، قال مستشرق أمريكي وصل منذ يومين وخمس ساعات إلى فلسطين إنه بات متأكداً من سبب المشكلة "لاحظت أنّ التركيبة الجينية لسُكان الشرق تجعلهم يتسمون بالقسوة وحِدة الطباع والارتياب من الآخر. لماذا لا يحب هؤلاء الناس جيرانهم ببساطة؟ جئت هنا لأبتكر نظرية ما، لكنّني أخشى أن تُفسد أعمال العنف المتبادلة زيارتي".
وأشار محللون إلى أن توترات كهذه قد تنبئ بحروب تمتد على المدى الطويل لتقضي على الأمان في المنطقة، وتعرقل فرص إحلال السلام، والذي كانت آمال تحقيقه قد انتعشت بعد شائعات عن إعلانٍ قريب لقيام دولة تقدمية تدعى إسرائيل، تُطبق كافة المواد التي ستُقرّها مواثيق القانون الدولي وحقوق الإنسان في العقود التي تلي وجودها".