بريطانيا تبحث احتلال دولة ما لتستقبل اللاجئين فيها
تشارلز بوولساك - مراسل الحدود لشؤون الحلول التاريخية
١٩ أبريل، ٢٠٢٢

بعد عقود من المعاناة مع حقيقة وجود اللاجئين على أراضيها، واستمرارهم باللجوء إليها، وبعد أن اضطرت للاتفاق مع رواندا على دفع ١٥٠ مليون جنيه استرليني لقاء استقبالهم نيابة عنها، وما تبع ذلك من اعتراض وبهدلة واحتجاج على تبذيرها وقلة شرفها، قررت الحكومة البريطانية احتلال دولة ما، تطهّر أراضيها من سكانها الأصليين وتحولها إلى معسكرات احتجاز مهيئة بأحدث تقنيات العزل والإهمال.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل إن تحميل بلادها مسؤولية استقبال اللاجئين أمر مجحف، خصوصاً أنهم ناكرو جميل يروجون أن الغرب استنزف بلادهم وزرع أنظمة عميلة أجبرتهم على الخروج قسرياً، عوض الاعتذار للملكة وتقديم القرابين البشرية لها في القناة الإنجليزية، للتكفير عن طرد جنودها من شواطئ الإمبراطورية وحرمانهم من الشمس التي لا تغيب عنها.
وأشارت بريتي إلى امتلاك بريطانيا سوابق وخبرة مشرفة في احتلال الأماكن لرمي البشر عليها "فجلبنا العبيد من غرب أفريقيا عبر الأطلسي إلى الكاريبي ليزرعوا لنا قصب السُكر، ونفينا سجناءنا الحثالة الأوباش إلى أستراليا مستغلين مساحة القارة ووجود بشر بدائيين غير مهمين، واحتلينا فلسطين ورمينا فيها المهاجرين اليهود غير الشرعيين وأعطيناها لهم؛ فكل بقعة لمستها بريطانيا تحولت إلى أرض مُنتجة حديثة عامرة بسكانها غير الأصليين".
وقررت الحكومة، بقيادة بوريس جونسون، تحديد الدولة المُراد احتلالها بالقرعة العمياء، ليتحلق الوزراء حول مجسم للكرة الأرضية ملوّحين بأقداح البيرة يغنون ويصدحون "احكمي بريطانيا، بريطانيا تحكم الموج" وثم يضع أحدهم أصبع أحدهم الأوسط مع انتهاء الأغنية على أي بقعة جغرافية، وحيث يتوقف تذهب قوارب اللاجئين، بغض النظر إن كانت الإحداثيات تُشير إلى برّ أم بحر.
وطمأن بوريس المعترضين أنّ اتفاقيتهم مع رواندا لن تذهب سُدى بالضرورة "هذه الدولة التي تعاقب عليها الألمان والبلجيكيون والفرنسيون، قد نختارها لتعيش أخيراً تجربة الاحتلال البريطاني، حينها سنستعيد الأموال التي دفعناها لهم في الاتفاقية، ونحشوها باللاجئين ونطلقهم في الأراضي ليستخرجوا لنا المعادن النفيسة والفلزات والذهب مع جموع عبيدنا الروانديين الجدد".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.