تغطية إخبارية، خبر

يوم الطفل الفلسطيني: بعض الأرقام الهامة

المثنى عبد الواحد - مراسل الحدود لشؤون فشل الكلمات

Loading...
صورة يوم الطفل الفلسطيني: بعض الأرقام الهامة

مرَّ يوم الطفل الفلسطيني منذ بضعة أيام مرور الكرام، خفيفاً، رشيقاً، هادئاً كنسمة صيف، حتى أن العالم الذي اعتاد تجاهل أو تمييع كل ما يمت لفلسطين بصلة، لم يشعر به، ولم ير هاشتاغ أو تحدياً مليونياً لجمع التعاطف على وسائل التواصل الاجتماعي ليتجاهله أو يدخلنا في أزمة تساؤلاته إن كان من الجائز تعريف الفلسطيني وهل تنطبق عليه معايير الطفولة أم أنه إرهابي صغير الحجم.

وهكذا، بقي هذا اليوم أربعاً وعشرين ساعة تمر كبقية الأربع وعشرين ساعات الأخرى؛ مجرد خامس من نيسان يضاف إلى الخوامس التي تمر على الفلسطينيين. أرقام، كلها مجرد أرقام، عدد الحواجز التي تقطع فلسطين أرقام، انقطاعات الكهرباء ومدتها في غزة أرقام، اللاجئون أرقام، المعتقلون أرقام، أعداد ضحايا القصف والغارات الجوية وعنف المستوطنين أرقام ويذكرون في نشرات الأخبار بجملة تبدأ بـ "قتل خمسة فلسطينيين …". 

قد تبدو هذه المعطيات سلبية للوهلة الأولى، مع أنها ليست كذلك، إنها سلبية جداً، وبائسة، وحزينة، تثير مشاعر الغل والقهر والغضب، لكن الأرقام لا تكذب كما هو الحال عند المنظمات الدولية والدبلوماسيين والسياسيين، ونحن في أمس الحاجة للحقائق مهما كانت قليلة، لذا، نقدم لك هذه المجموعة من الأرقام عن يوم الطفل الفلسطيني، والتي يمكن أن تكون قد أغفلتها أو لم تلحظ وجودها في زحام أرقام أخرى يطول تعدادها.

١٢

هي السن المعتمدة وفق القانون الإسرائيلي لتبدأ الحكومة بمعاملة الفلسطينيين كبالغين، نظراً لإبدائهم نضجاً يفوق أعمارهم بأشواط بحكم التجارب الثرية الكثيفة التي يشهدونها منذ اللحظة الأولى لولادتهم. ومع تحولهم إلى بالغين، تحرص إسرائيل على تعريفهم بالعالم الحقيقي بما فيه من احتجاز دون تهم واضحة، وتعذيب جسدي ونفسي، ليتمكنوا من الاعتماد على ذاتهم بعيداً عن أسرهم التي يمكن أن يقطن أفرادها في سجن مجاور.

١٦٠ 

عدد الأطفال الفلسطينيين الذين لاحظت إسرائيل منذ بداية العام أن التحديات التي وضعتها أمامهم غير كافية، فعالجت الموقف عبر زجهم في السجون.

٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠ ٣٨

عدد الدولارات التي تعهد الأمريكان بتقديمها لإسرائيل بين عامي ٢٠١٧-٢٠٢٨ لمساعدتها على امتلاك كل ما يلزم لتذكير الأطفال الفلسطينيين كل يوم أنهم بحاجة لذكرى سنوية مخصصة لهم. 

أميركا لا تكترث بإرسال إرشاداتٍ واضحة حول طريقة إنفاق هذا المبلغ، وإسرائيل بدورها تفضل شراء الطائرات الحربية والأسلحة والمفرقعات الضخمة عوضاً عن البالونات وقوالب الجاتوه. 

١-٢

عدد التحذيرات التي تطلقها اليونيسيف سنوياً حول عجزها عن تأمين احتياجات الأطفال الفلسطينيين بسبب النقص الحاد في الدولارات.

٤

عدد الأطفال السيئين السفلة قليلي التربية الذين يشغلون منصب وزير في حكومات عربية وحضروا قمة النقب مؤخراً، والتي لم يتطرقوا خلالها لوضع الأطفال الفلسطينيين. 

٥

عدد الموظفين الذين يتوقع أن تطردهم دويتشه فيله في حال ذكرهم أي شيء عن هذا اليوم. ربما يحدث ذلك لأن القناة لا تحتفل بأيام الأطفال، فهي ليست نيكولوديون، كما أنه من المستحيل أن تطرد قناة على هذا القدر من الاحترافية والدفاع عن حرية الرأي موظفين لمجرد ذكرهم فلسطين؛ صحيح؟ 

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.