لايف ستايل، خبر

فتاة تهين رجولة شاب بعد تجاوزها سيارته

Loading...
صورة  فتاة تهين رجولة شاب بعد تجاوزها سيارته

تعرّض الشاب وائل البِراميلي (اسم مستعار) لإهانة زلزلت أركانه وزعزعت ثقته برجولته وأذلّته على الملأ، حين أقدمت فتاة مُستهترة على تشغيل الغمَّاز وإطلاق زامور خفيف ثمّ التجاوز عن سيارته على مرأى ومسمع المُشاة والسائقين وشرطة السير، فعلتها في منتصف الشارع دون مراعاة لخط الشوارب العريض الذي يعتلي شفتي وائل الرجوليتين.

يقول وائل إنّه لم يُدرك حقيقة ما جرى حتى لمح نظرة ازدراء في عيني سائقٍ آخر "لإنّك حريمة… هذا كل ما قالته عيناه. لإنّك حريمة لم تُكلّف هذه الأنثى عناء مغازلتك وإغرائك لتطلب منك التكرّم عليها وفتح الطريق لها. لا ألومه، فهو يعلم مثلي تماماً أنّ النساء فاشلات في القيادة، وأن تتجاوز فاشلة سيارتي يعني أنني أفشلُ حتى من النساء".

ويتابع "لم أكن وحدي في السيارة، كانت أختي الكبيرة تجلس بحانبي، وفي المقاعد الخلفية تراقبنا صديقاتها. لم أتجرأ على مراقبة ردّات أفعالهن، لكنّني متأكد من استخفافهنَّ بي وتساؤلهنَّ لماذا يقوم هذا المخصي بإيصالنا إلى وجهتنا والإشراف علينا. لم أعد أستحق شرف الوصاية على نساء بيتي، ولا حمل عضو ذكري. كسرتني الحادثة هذه إلى الأبد، لن أستطيع أن أضع عيني في عين أختي بعد اليوم، ناهيك عن وضع إصبعي في عينها كما كنت أفعل حين يحلو لي ذلك".

التطبيع مع إخصاء ذكورنا 

الاعتداء الذي تعرّض له شاب لم يتعدَّ الثلاثين ربيعاً مثل وائل ليس حالة فردية، فقد باتت الانتهاكات بحق الذكورة مسألة جدية تستحق النقاش العام، كل يوم يواجه شاب حادثة قد تُحطّم رجولته إلى الأبد: مُستهترة تتجاوز سيارته، مُسترجلة تفحمه في نقاش عبر فيسبوك وتحصد إعجابات أكثر من إعجاباته، ناهيك عمّن يواجهون انتهاكات من أقرب الإناث لهم، كأن تُغيّر أخواتهم قناة التلفاز في حضورهم، أو تتجاهل حبيباتهم وجودهم وتدل سائق التكسي على الطريق وهم جالسون مكسورىن مُجردون من أي دعم، فضلاً عن رفض بعض الأخوات إعلان وجهاتهنَّ لدى خروجهن أو موعد عودتهن. 

تزداد خطورة الأزمة هذه عند التطبيع مع سلوكيات مشابهة؛ لنأخد حالة وائل كمثال: شارع مليئ بالمتفرجين ممّن يراقبون بصمت، منتظرين أن تُهشّم الفتاة عضوه الذكري بسيارتها ليشعروا بضرورة التحرّك، فضلاً عمّن يشمتون بالضحية ويسوقون حججاً سخيفة تُحمله المسؤولية، كأن يلوموه لأنّه لم يصرخ ويشتم ويبصق على الجانية. هذه السلبية تأتي من اعتقاد مغلوط بأنّهم في مأمن من الانتهاك، لكنّ الواقع يؤكد أنّ أي سائق ذكر مُعرض لهذه الحادثة، بغض النظر عن نوع السيارة التي يرتادها، سواء كانت سيدان ضيقة تستفز الإناث وتدفعهنَّ لتجاوزها، أو فور باي فور واسعة وفضفاضة.

كيف نحمي ذكورنا؟

تشير المراقبة اليومية لسلوك مجتمعاتنا إلى أنّ بعض الرجال أعداء للقضية الذكورية، ولن تُحقق القضية أي انتصارٍ ما لم نبدأ بتوعية الذكور أنفسهم؛ إذ كيف للرجل أن يشعر بالأمان أثناء القيادة وفي نفس الشارع أنثى تقود ويجلس بجانبها زوجها الذي توارث هذا الظُّلم على مدار أجيالٍ حتى بات يراه طبيعياً، وليس مُستبعداً أن يُدافع عن سلوك زوجته الأهوج حين تتجاوز سيارات الذكور، مردداً عبارات مثل "دعها تشعر بأنوثتها"، و"ظل امرأة أفضل من ظلّ حائط"، و"المرأة لا تعيبها إلا حقيبتها". 

بالتوازي مع توعية الذكور بحقوقهم، لا بُدّ من صبّ اهتمامنا على الرجال الناجين أمثال وائل، بمحاربة ثقافة العار التي تمنعهم من رواية قصصهم خوفاً من نظرة المجتمع الذي يوسمهم بصفات مثل "حريمة"، "ضعيف"، "طرطور".

شبكة الدعم النفسي 

يقول وائل إنّ وقوف عائلته إلى جانبه خفّف من وقع الكارثة عليه "في البداية خشيت أن أخبرهم، لكنّهم سمعوا من الجيران على أي حال، توقعت توبيخاً واحتقاراً وكراهية، إلّا أنّهم وقفوا إلى جانبي ومنحوني مصروف أختي الصغيرة السنوي لأشتري مُضخم صوت لمحرّك السيارة وأخفضّها وأعلّق عليها صوراً لصدام حسين وأسود وذئاب وثعالب تُعزّز الطاقة التستسترونية فيها، كما أنّهم فرّغوا أختي الكبيرة لتساعدني على استعادة رجولتي المهزوزة من خلال تكثيفي شتمها وأمرها ونهيها والصراخ بوجهها".

شعورك تجاه المقال؟