شاب يصوم مع الإخوة المسيحيين ويفطر مع الأشقاء المسلمين
سعيد مجسّات - مراسل الحدود لشؤون هلليلويا بالتي هي أحسن
١٠ أبريل، ٢٠٢٢
أظهر الشاب اللطيف كريم هفهفات، لباقته وقدرته على رؤية العالم من حوله بعين خالية من الطائفية والتشدد الديني عبر قراره بمشاركة إخوته المسيحيين في صيامهم الأربعيني الذي يتقاطع مع حلول شهر رمضان هذا العام، والامتناع عن أكل اللحوم والألبان ومشتقاتها في الصباح، ليفطر ويتحلى ويأكل الزفر والأخضر والأزرق واليابس مع أشقائه المسلمين بعد آذان المغرب.
وعبّر كريم عن سعادته بقدرته على التوفيق والجمع بين الرؤى التي تخدم الرب عزّ وجلّ "قبل صلاة المغرب أتناول الزلابية والعوامة وقطائف الجوز، وبعدها أتناول قطائف الجبنة وأقضي المساء كُلُه أحفظ ما تيسر لي من سورة مريم وأنا أهز النخيل وأقطف الرطب وأقشر الحمص الأخضر، حيث استمر في السهر لحين موعد القدّاس الإلهي في الساعة السابعة صباحاً كي أزور تشكيلة من الكنائس لتناول جسد ودم المسيح من خبز ونبيذ وأشعر بالتقرّب منه وعبادته والاتحاد معه عبر النشاط الأحب إلى قلبي، ومِن ثُم أبحث عن مائدة رحمن مجانية وأجلس مع الفقراء والمحتاجين أتناول الطعام المجاني المبارك اللذيذ".
وقال كريم إنّ ممارساته الروحانية الجامعة تعبّر عن إيمانه بأنّ الديانات سواسية كأسنان المشط "لقد أقرّ الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشفاعة أُم المخلص القديسة مريم، فلا دين يطغى على دين ولا تقليد يكسب على ظهر الآخر ولا صوم أصعب من صوم؛ أشعر بآلام المسيحيين صباحاً عندما يُحرمون من تغميس اللبنة والجبنة والبيض ويكتفون بالانتفاخ والقولون العصبي الناتج عن تناول الفلافل يومياً لمدة أربعين يوماً، وأحس بآلام المسلمين وعسر الهضم والغثيان والإغماء بعد أكل ١٢ كغ من الخروف والأرز في ١٥ دقيقة فور ضربة المدفع، وأتنقل من عزومة لعزومة ومن مشقة لمشقة لحين انتهاء فترة الصوم وتهذيب النفس".
وأضاف "الصيامان جعلا مني إنساناً جديداً بعد أن امتنعت عن الصوم من أساسه مسبقاً، فكسبت احترام والدي الذي يراني أصلي معه وأفطر معه، ومحبة جريس زميلي الذي ظنّ أنني آمنتُ بالآب والابن والروح القُدُس، ومراعاة الجميع في الشارع كوني لا أمتلك حجة بل حجتين لأكون غاضباً ناقماً على العالم وأقود سيارتي كالبهيمة".