لايف ستايل، دليل الحدود

كيف تشتت نفسك عن الشعور بالجوع... آه؟ كنت قد نسيت موضوع الطعام؟ آسف لأنني لفتّ انتباهك

سمير نواعج - مراسل الحدود لشؤون مفاتيح الفرج

Loading...
صورة كيف تشتت نفسك عن الشعور بالجوع... آه؟ كنت قد نسيت موضوع الطعام؟ آسف لأنني لفتّ انتباهك

نعتذر، حقك علينا والله، لم نقصد تذكيرك بجوعك وقد استيقظت لتوّك من قيلولتك الرابعة اليوم ودخلت الإنترنت حتى تشتت انتباهك، وتتناسى صداعك وأصوات معدتك الناجمة عن الجوع الشديد التي تضرب كطبول الحرب، لكن وبما أنك دخلت إلى المقال، فهذا يعني أنك دخلت للبحث عن اسمي لتلاحقني أنا وعائلتي حتى الجد السابع والتهامنا أحياء، أو يعني أنك غفرت لنا، وأن رغبتك الجارفة في نسيان جوعك، تدفعك للبحث عن أي حل أو نصيحة، وها أنت تتابع القراءة رغم أننا ما زلنا نذكرك بجوعك باستمرار، ونحن نقدر ذلك فعلاً ولذلك إليك هذه النصائح: 

لحظة، لماذا بصلتك محروقة هكذا؟ يجب قبل قراءة النصائح تخفيف عصبيتك الناجمة عن شعورك بالجوع، هل قلت بصلة في بداية الفقرة؟ آسف فعلاً، أعلم أنه حتى البصل يصبح محط تقدير في هذه الأوقات التي تجعل الإنسان وحشاً مفترساً، أرجوك أن تأخذ نفساً وتصفع نفسك كي تركز معنا بدلاً من النظر إلى الساعة كل دقيقة لحساب الوقت المتبقي لموعد الإفطار، لأننا في الحدود نشعر بك، وتصلنا رائحة فمك الكريهة الناجمة عن معدتك الفارغة؛ قررنا مساعدتك وتقديم أمثل الطرق في تشتيت انتباهك عن جوعك وحاجتك إلى التهام خروف مشوي، بل خراف مشوية، بمفردك لتسد رمقك.

١.احبس نفسك داخل خزانة الملابس:

 على الرغم من أن موعد الإفطار اقترب الآن، لكن التحديات ارتفعت؛ فبعد قليل ستتسلل إلى أنفك روائح الملوخية مع الثوم والكزبرة التي تعدها والدتك يا سلاااام، تمتزج مع روائح البطاطا المقلية والمحشي والمندي اليمني، لتحاصر معدتك الضعيفة وتجعلك تتلوى من شدة الألم، في هذه اللحظة تماماً انجُ بنفسك واستقر في خزانة ملابسك، اعتبرها هروباً من تجربة مشاعر الفقراء بتجربة أهل القبور، عدا عن ذلك، ستتكفل رائحة ملابسك التي تتناسى غسلها بطرد جميع الروائح الخطرة وجعلك تشعر بالغثيان وتكره الطعام والحياة بشكل عام.

٢.ركز اهتمامك على الماء:

ماء نعم، ماااااء، وتوقف عن التصرف كطفل؛ فلست مضطراً للاعتذار منك كلما ذكرت سيرة الأكل والشرب، فكّر بالمياه بدلاً من هوسك المرضي بالطعام، فهذا سيصرف انتباهك عن الجوع  الشديد ويحوله تماماً إلى الانشغال بالعطش الشديد، وهما شيئان مختلفان تماماً، ولكل منهما محفزات عصبية بعيدة عن الأخرى. تخيل معي، هيا تخيل، كوب الماء المثلج الذي تغطيه قطرات الندى، بشرفك أخبرني، هل يمكنك بعد الآن التفكير بالطعام؟ ألم تطغَ صورة كوب الماء على صحون السلطات والأرز واللحوم والدجاج والأسماك المشوية والمقلية والتبولة والمقبلات؟  بإمكانك أيضاً تخيل سوائل أخرى كالكوكاكولا والسفن أب ،بمجرد شعورك أن خيالك شبع من المياه وعاد ليولد صور الأطعمة، الشهية، المتنوعة.

٣. اذهب لأقرب مطعم:

نعلم أنك تظننا نريد الإيقاع بك، لكننا جديون في هذه النصيحة، المطعم القريب منك والذي يجعلك تتقلب على بطنك كالأفعى من روائح الطعام والشواء المنبعثة منه، واجه مخاوفك واذهب إليه. بإمكانك الصعود إلى سطحه والاقتراب من مدخنته، وشم روائح الطعام المنبعثة منه وتملأ صدرك برائحة الشواء، صحيح أن معدتك ستفرز عصائر وأحماضاً وتتجهز لالتهام الطعام مما ربما سيزيد أوجاعك، لكن دماغك على الأغلب سينفر من التعرض المباشر للروائح حتى تسقط مغشياً عليك، تذكر دوماً أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.

٤. تكنيك فتح البراد:

تحذير: يرجى عدم تجربة هذه الطريقة إلا بعد فشل كل النصائح السابقة.

حسناً، فشلت؟ أعترف أنني أنا أيضاً فشلت ويأست منك، مقال طويل عريض كرمى لعينيك حتى نسليك وننسيك جوعك، وأنت لم تتوقف عن التفكير بالطعام ثانيةً واحدة، الحق كله علي أساساً، فقد ظننت أن شخصاً كان يأكل سبع وجبات في اليوم ويحلّي نفسه بعد الغداء بزبدية أو اثنتين رز بحليب وموزتين وثلاث تفاحات يستحق المساعدة عند وقوعه بالمأزق الرمضاني، لكنك لا تفكر سوى بكرشك، ننصحك أن ترحمنا وترحم نفسك وتهجم على الثلاجة وتخرج ورق العنب المتبقي من الأسبوع الفائت وتجهز عليه؛ فأفضل وسيلة لتشتيت انتباهك عن الجوع هي الأكل.

شعورك تجاه المقال؟