السلطات الأردنية تعيد الناشطين إلى حضن الدولة
مراد كلبشابشة - مراسل الحدود من بيت خالتك
٢٨ مارس، ٢٠٢٢

ضمن استعداداتها للاحتفال بذكرى احتجاجات ٢٤ آذار، نفضت الحكومة الأردنية سجونها وهوّت زنازينها وشطفت أرضياتها فرحاً بعودة نخبة من ناشطيها وحقوقييها إلى حضن الوطن الدافئ بعد غيابٍ دام لفترات تراوحت حسب آخر مرة تذكر كل منهم مراجعة السلطات الأمنية للاطمئنان على صحتها.
ولم تخلُ جَمعة الخير هذه من المفاجآت، إذ حرصت الحكومة ألّا يعرف هؤلاء أي مركز توقيف سيتلقفهم ويرحّب بعودتهم ولم تفصح لهم عن أسباب استدعائهم واعتقالهم، لترى إن كانوا سيتوقعون ويحزرون لوحدهم أين ولماذا يعتقلون، أم أنّ غيابهم المؤقت أقسى قلوبهم وأنساهم رائحة الحضن وملمسه على خدودهم وأخمص أقدامهم والمشاعر الجياشة التي ألفوها وتربوا عليها.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام، فيصل الشبول، إن الحكومة مسرورة جداً بالتقدّم والتطور والتغير في حياة أحبائها العائدين منذ آخر مرة ونسوا وحدتها "فها قد شبّوا وصار بعضهم حزبيين ونقابيين وصحفيين وطوروا هواياتهم كالتفتيش عن الأموال الضائعة، أو المطالبة بإصلاحات هنا وتعددية هناك، وهاهم، ما شاء الله، يهددون بالاحتجاج والتجمّع ما لم تتحقق مطالبهم كالكبار؛ رؤيتهم هكذا تدخل السعادة لقلب الحكومة، سعادة لم تذق مثلها منذ احتجاجات المعلمين".
وأضاف فيصل "لا تحب الحكومة ابتعاد مُحتجّيها لفترات طويلة عنها وحضنها الذي مهما كبروا يبدون صغاراً أمامه، فتركها لهم حرية القيام ببعض الأنشطة مثل أي حكومة عصرية لا يعني أنها تستطيع أن تغمض جفناً وهي تعلم أنّها مقصرة بتعليمهم أصول التحديث والإصلاح عن قُرب في قلب مؤسساتها".
ونفى فيصل أي أخبار عن قمع المحتجين مؤكداً أن الحكومة ألحّت على زيارتهم قبل أي احتجاج أو التجمع -لأنها تعتبر تصرفات غير ديمقراطية ولا ضرورية- موضحاً أنّ الشرطة لم تتخفَّ أو تتربص لأحد ولو لبست الزي المدني؛ لأن من المستحيل أن ينسى الناشطون وجوه أشقائهم الذين شاركوهم الخبز والملح، بل جاء الانتشار الأمني المستتر لتذكير الناشطين مهما زاد عددهم بأن حضن الوطن قريب، قريب جداً، يتنفس على رقبتك، كمركز توقيف، أو أكثر.