أقارب مريض يحتشدون في غرفته بعد اطمئنانهم بإصابته بالتهاب الكبد وليس كورونا
نعمان فراشاتي - مراسل الحدود لشؤون الأمراض المعدية عدا كورونا
٢٣ مارس، ٢٠٢٢
احتشد مساء الأمس، عموم آل جلاب وأصدقاء العائلة وأبناء قرية أم الحبايب في غرفة المريض نجيب جلاب، لأداء واجب زيارته المريض والترويح عنه بعد اطمئنانهم أن الأعراض التي يعاني منها ليست أعراض كوفيد-١٩ وإنما مجرد أعراض التهاب الكبد الوبائي.
وعبّر والد المريض السيد يونس جلاب عن ارتياحه العميق لتأكيد إصابة ولده العزيز وفلذة كبده بالتهاب الكبد الوبائي وليس كورونا "عندما بدأت تظهر عليه أعراض المرض من وهن وتعب شديد افترضنا بالطبع إصابته بفيروس كورونا اللعين، لذا أدخلناه مباشرةً في حجر إجباري في غرفته، ومنعنا أي شخص من الدخول إليه عدا أنا ووالدته وأصدقائه سعيد وحسن ويزن بالإضافة طبعاً لابن خالته نوار الذي ينوي دراسة التمريض بعد إنهاء الثانوية للاعتناء به ومراقبة حالته الصحية، وذلك منعاً لانتشار العدوى وحفاظاً على صحة الآخرين وحياتهم".
وأضاف أبو نجيب أن الخوف سيطر على الأجواء في العائلة خاصةً وأن نجيب كائن اجتماعي لا يستطيع العيش دون قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء والأحباب قبل أن تثبت التحاليل والفحوصات أنه -ولله الحمد- مجرد التهاب كبد، لتتبدد جميع المخاوف وتنتهي حالة الاستنفار "فالأمر تافه وبسيط، يبدو أنه شرب من صنبور المياه مباشرة ناسياً أن البلدية تشبكه مع خط مياه الصرف الصحي، وما إن تأكد خبر براءته من كورونا؛ حتى طلبت من أم نجيب إطلاق الزغاريد عالياً وإبلاغ مجموعات العائلة على واتس آب كي يتسنى لأقاربه ومحبيه المجيء والاحتفال به وتقديم الدعم له والتناوب على تسليته".
من جانبه، تمنى نجيب لو أنه كان مصاباً بكورونا "في البداية لم يأت الكثير من الناس نظراً لأن أمي مشهورة بإطلاق الإشاعات عبر مجموعة الواتس آب، لكن تحولي إلى الرجل الأصفر واكتسائي باللون اليرقاني الليموني المتوهج لم يدع أي مجال للشك، وسرعان ما تأكد الخبر وبدأ أقربائي حتى الدرجة الخامسة يتوافدون علي، ولم أعد أعرف ما إذا كان الصداع الذي يحفر برأسي من أعراض التهاب الكبد أو بسبب التلوث السمعي وضجيج الزحام ولعب الأطفال، وسماجة حمودة الصغير ابن هيام التي لا أعرف حتى الآن من تكون".
وأكد نجيب على اتباعه سبل الوقاية من العدوى قدر المستطاع أثناء وجود المحتشدين "أحرص على إشاحة وجهي عنهم والبحث عن زاوية في جانب السرير تحوي أقل كثافة بشرية حتى أعطس وأسعل فيها براحتي، كما أنني لا أسمح لأحد بإطعامي عند الجلوس على الغداء مع الضيوف في غرفتي التي نقل والدي سفرة الطعام إليها كي يريحني من عناء التنقل بين الغرف.