إسرائيل تهنئ دول الجوار بمناسبة اليوم العالمي للمياه
فؤاد التيمم - مراسل الحدود لشؤون الهيدرو-سوسيو-كولونيلو-لوجيا
٢٢ مارس، ٢٠٢٢

هبت جموع المستوطنين الإسرائيليين من مختلف المستوطنات على أرض فلسطين التاريخية إلى ضفاف نهر الأردن وبحيرة طبريا للوقوف وقفة الرجل الواحد وتقديم أسمى آيات التهنئة والتبريك للشعوب العربية في الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين بمناسبة اليوم العالمي للمياه، احتفالاً بالمياه التي دأبت هذه الدول على توفيرها لهم، حيث استحموا وغسلوا سياراتهم على مرأى من الشعوب العربية قبل أن يديروا لهم مؤخراتهم ويشطفوها عدة مرات أمامهم.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن معايدة الشعب الإسرائيلي للدول العربية بهذا اليوم ليست إطلاقاً من باب الشماتة بأوضاعها المائية المزرية، وإنما من باب الشكر والعرفان لامتلاكها تلك الموارد المائية المميزة التي أتاحت لإسرائيل فرصة السيطرة عليها وتحقيق رخاء مائي للدولة لا مثيل له، مؤكداً أنه ولو لم تكن هذه المياه للجيران الأحباب لاستحال على الإسرائيليين هدر كل هذه الكميات من المياه على الدعاية الإسرائيلية ومنتزهات الترفيه المائية السياحية أو الاتجار بها براحة وسهولة مع المحيط العربي.
وشكر نفتالي الدول العربية على ما قدمته في تاريخها وحاضرها من مياه روت وأحيت بها دولة إسرائيل وجعلتها تنبت في المنطقة "والله والله الجار قبل الدار. من غيركم ما كنا لنعلم ماذا سنفعل بالجموع القادمة إلى أرض الميعاد، ولم نكن لنجد لهم وظائف في الزراعة؛ فلولا وجود كل هذا الماء السلسبيل في بحيرة طبريا وأنهار الحاصباني واليرموك وبانياس والأردن لما فكرنا مطلقاً بمد أنبوب منها إلى صحراء النقب لنجعلها جنة خضراء بعد أن تنقرض الكائنات البدائية التاريخية القاطنة فيها".
وأثنى نفتالي على الجهود الدبلوماسية المائية المميزة للدول العربية ونجاحها في إكساب إسرائيل حقوقاً مائية ما كانت لتكتسبها بالجيوش والحروب والنار والرصاص "عندما ذهبنا للتفاوض مع العرب، ظنناهم غاضبين علينا لأننا استعرنا بعضاً من مياههم الجوفية وروافد أنهارهم، لكننا صدمنا برغبة الدول العربية وإصرارها على التنازل عن حصتها لإسرائيل بعد أن أيقنت أن "مصير المنطقة المشترك" لا يعني سوى مصيرها المشتَرِك بمستقبل إسرائيل".
ونصح نفتالي الدول العربية بإيجاد وسائل أكثر فعاليةً لتجاوز مشاكلها المائية، مؤكداً استعداد إسرائيل التام، في هذه المناسبة السعيدة، لمساعدة دول المنطقة المتخلفة والبدائية والتي لا تتمتع بالحداثة الأوروبية في أزماتها المائية وإرسال مرشات مياه وأنابيب ري بالتنقيط وتعليمهم طريقة بناء السلاسل الحجرية في الزراعة الجبلية، كتلك التي استعملها الفلاح الإسرائيلي الأصيل منذ فجر التاريخ ومكنته من سرقة الموارد المائية بالطريقة المثلى.
ودعا نفتالي لاستثمار طيبة قلبه والمسارعة إلى شراء الماء الفائض عن حاجة الإسرائيليين قبل أن يأتي رئيس وزراء مُقبل يشبه نتنياهو ويشربها كلها، أو يتبول بها ويرميها مياه عادمة على المتظاهرين الفلسطينيين في باب العامود والشيخ جرّاح، أو يقرر حرق المزارع الحدودية التي تشرب أشجارها المياه الإسرائيلية دون وجه حق.