تغطية إخبارية، خبر

كاوبوي يفشل بإقناع بقرة أن تدرّ مزيداً من الحليب

العم كريمر - مراسل الحدود لشؤون البقر المربرب

Loading...
صورة كاوبوي يفشل بإقناع بقرة أن تدرّ مزيداً من الحليب

بعد سنوات طويلة قضاها رعاة البقر الأميركيون برفقة قطعانهم المطيعة في التخوم الخليجية، ينقلونها حسب مزاجهم من مكان إلى آخر، ويطعمونها ويجوّعونها ويحلبونها ويذبحونها تبعاً لمتطلبات السوق مقابل تقديم الحماية والرعاية لها، سجّل الكاوبوي السادس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية جو بايدن فشلاً تاريخياً في مهنة رعي البقر بعد تمرد البقرتين السعودية والإماراتية ورفضهما الانصياع لأوامره وضخ حليب إضافي لإنزال سعر الحليب الخام في السوق العالمي.

وصُعق الكاوبوي جو من تجاهل البقرتين له وعدم التفاتهما لندائه، وحاول تدارك الأمر واللحاق بهما على صهوة جواده والتلويح لهما بالحبال وأسلاك الهاتف، واعداً إياهما بدلال مضاعف ومساج وحقول كتلك الموجودة في إعلانات لورباك، في حال تجاوبتا معه وسلمتاه ضرعيهما كما جرت العادة منذ بلوغهما واكتشاف قدرتهما على درّ الحليب.

إلا أن البقرتين أصرّتا على موقفهما وتابعتا المضي بعيداً عن الكاوبوي باتجاه مزارع أخرى كالروسية والصينية؛ تلك التي تستدرج الأبقار عبر تخصيص كميات كبيرة من التبن الصيني الفاخر مقابل حليبها وعدم إجهادها بدرّ كميات حليب إضافي، وتفهمُ مصالح البقرات وتمكّنها من اتخاذ قراراتها بخصوص حليبها، حتى هذه اللحظة.

وأشارت البقرتان الثائرتان إلى أن خروجهما من الحظيرة الأميركية جاء بعد أن ضاقتا ذرعاً بتصرفات الكاوبوي بايدن ضعيف الشخصية، واستمرار عبثه بأثدائهما دون تنازله وتقديمه أي رعاية لهما، مؤكدتين على عدم العودة إلى الحظيرة إلى أن يستلمها كاوبوي يحترم مهنته جيداً وينظف من ورائهما الروث بكل سعادة وحماسة، ويدافع عنهما في وجه الحظائر الأخرى عندما تنطح إحداهما حرية الصحافة وتقطّع صحفياً معارضاً، ولا يتذمر مطلقاً إذا دخلتا الحقل اليمني المجاور وحرثتاه جيئة وذهاباً.

من جانبه، قال جو إنّ تجاهله البقرتين كان لأجل مصلحتهما؛ إذ إنه وصف البقرة السعودية بـ"المنبوذة" حتى يربيها بعدما كبر رأسها وزاد تعنتها، كما تخلى عن سلخ فرو خصم البقرة الإماراتية -الثعلب الحوثي- لفرك أذنها بعد أن أفلتت من يده وجالت على سجيتها وتعرفت وبنت شراكات وتحالفات مع العدو والصديق وكدست نفوذاً يفوق ما يتمتّع به الكاوبوي نفسه في المنطقة.

وأبدى جو ندمه على خشونته في التعامل مع البقرتين المدللتين، متعهداً بإعادتهما إلى الحظيرة الأميركية مهما بلغ الثمن "بقرتيّ العزيزتان: أقُبِّل حوافركما أن تعودا إلى حظيرتي، وسأقدم لكما يومياً حُزماً من العشب الأخضر المفضل لكما؛ الذي يحمل صورة بينجامين فرانكلين. إنني أسامحكما على كل ما فعلتماه؛ لأنني كاوبوي طيب، ولست مجنوناً كترامب الذي تحبّانه أكثر مني… آهٍ، والله لو فعلتما معه ما فعلتماه بي، لكان صنع منكما شرائح مرتديلا وبسطرمة".

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.