تغطية إخبارية، خبر

السعودية تتعهد بتمثيل الشيعة بنسبة ٥٠ في المئة في حملات الإعدام كافة

سميرة تيفوئيد - مراسلة الحدود لشؤون التمثيل العادل في المجازر

Loading...
صورة السعودية تتعهد بتمثيل الشيعة بنسبة ٥٠ في المئة في حملات الإعدام كافة

تعهّدت المملكة السعودية لصاحبها جلالة سمو ولي العهد محمد بن سلمان، بمراعاة مشاعر الأقليّة الشيعية في البلاد وتعزيز مشاركتهم في الحياة السياسية والأحداث المفصلية التي ترسم وجه المملكة الحضاري من خلال تمثيلهم بنسبة لا تقل عن خمسين في المئة في أي حملة قطع رؤوس تُقرها السلطات.

ودشنت المملكة قرارها بمنح حصة للشيعة ضمن أكبر حملة قطع رؤوس لها -إلى هذا اليوم على الأقل- حيث أعدمت ٤١ شيعياً ضمن الـ ٨١ المختارين بعناية لزيارة الرفيق الأعلى يوم السبت الماضي، مُشدّدة على أنّها تساهلت كثيراً مع الشيعة في مسألة التهم؛ إذ لم تشترط ثبوت تهمة القتل العمد إلا على ثلاثة منهم، ولم تُعرّضهم لمحاكمات طويلة مملة وعفتهم من مهمة إيجاد محامين ودفع أتعابهم، كما أنّها لم تُبلّغ أهاليهم بالقرار مسبقاً كي لا يتكبدوا عناء توديعهم، سيما مع انعدام الخدمات في مناطق سكنهم واستحالة إيجاد مواصلات مريحة من القطيف والأحساء إلى العاصمة السُنيّة.

وانطلاقاً من حرصها على التميّز ورغبتها بكسر الرقم القياسي الذي حقّقته العام الماضي في فعالية الإعدام الجماعي، لجأت المملكة إلى الابتكار عند تطوير نظامها القضائي؛ فإلى جانب التُهم العتيقة البالية المملة -مثل الإرهاب والتخابر وزعزعة الأمن وزرع الفتن- أضيفت تهم عصرية جديدة برّاقة إلى هذه الباقة من "الترصّد للدوريات الأمنية" و"استهداف الأماكن الحيوية للدولة" إلى "اعتناق الفكر الضال" و"المعتقدات ذات الولاءات الخارجية" والتي تأتي مفصّلةً تفصيلاً على مقاس الطائفة الشيعية ليرتدوها مُبحبحين على طابور الموت.

ولم تستثنِ السعودية الوافدين الأجانب -ضمن مساعيها الحقوقية- من حصتهم في الإعدامات، حيث حرصت على إعدام ممثلين عن جنسيات عربية متنوعة، وسلطت الضوء على اليمنيين الذين ظفروا بحصة الأسد من التمثيل والتعددية العرقية في الإعدامات، ليشعروا بأنّهم مشمولون دوماً في إستراتيجيات المملكة الإبادية فوق أي أرض وتحت أي سماء.

يُذكر أنّ رؤية محمد بن سلمان الجديدة للسعودية أثارت مخاوف حول النيل من مكانة السعودية المرموقة في حصد الأرواح، إلّا أنّ محمد النبيه كان قادراً على مجابهة التحديات التي أتت مع إلغاء عقوبة الإعدام بحق القُصّر وأعدم نسبة أعلى من البالغين، موازناً بذلك بين عرض واجهة السعودية التجديدية دون التنكر للعادات والتقاليد الإجرامية في إرث المملكة السياسي الغني. 

شعورك تجاه المقال؟