دليل الحدود: كيف تستغني عن المنطق في حياتك اليومية؟
٢٧ مارس، ٢٠١٦
يرتطم الناس، خلال حياتهم، بمواقف تجبرهم على التعامل معها باستخدام مجموعة من الأشياء التي يطلق عليها اصطلاحاً اسم “المنطق”، ويتعب هذا “المنطق” جميع من يضطرون للتكيّف معه.
لكن، كيف نعيش سعداء وبعيداً عن المنطق؟ خمسة أشياء تقترحهاالحدود لتتخلصّوا من ملل المنطق في حياتكم اليومية:
تظاهر بعدم وجود المشكلة: وهي الطريقة المثلى التي تتبعها الأنظمة العربية. أنت الآن في ورطة، في قلب العاصفة، في بطن الحوت، لا عليك، يمكنك التخلص من أكبر مشكلة عن طريق إغماض عينيك وإغلاق أذنيك، تصفح الجريدة بالأثناء أو استمع لأغنيتك الوطنية المفضلة، تلذّذ بمصّ إبهامك أو بالعبث بأصابع رجليك، إن هذه الخطوات، كفيلة بإنهاء أيّ مشكلة مهما كبر حجمها.
المنطق شيء نسبي: نعم، فهناك منطق الأمور، ومنطقك أنت، ومنطق غيرك، ومنطق النساء، ولا منطق الرجال، ومنطق الأجانب، ومنطق الأهل. وبالتالي، فإن كان منطق الناس يقول يميناً، بإمكانك أن تذهب يساراً دون أن يراودك الشك للحظة بأنك على صواب (حاول ألّا يراك أحد). من هم ليفرضوا منطقهم عليك؟ إذا سقطت تفاحة بحكم الجاذبية في منطق الأمور، فهي الأرض قد صعدت لتلمس التفاحة بمنطقك أنت، أو هي التفاحة رحلت بعيداً عن أمّها بمنطق الأهل، وهي جزءٌ من دورة الطبيعة المستمرّة بمنطق الأجانب، وبمنطقٍ آخر، تفاحة فشلت في جذب أطفال الحارة لقطفها. لكن في نهاية الأمر، اقضمها وتوكّل على الله.
التوكّل على الله: اقطع الشارع وأنت تنظر إلى السماء، أقضم تفّاحة وجدتها على الأرض، اقفز عن الجسر، إرم حجراً في بئر، انزل في البحر دون أن تتعلم السباحة، ففي نهاية الأمر، سيتكفّل الله بحمايتك من جميع المصائب. إحذر كل من ينصحك بأن تعقل وتتوكّل، لأنك تَعْقِل في هذه الحالة، والتَعَقُّل قد يحمل شيئاً من المنطق، وهو الأمر الذي يخالف رغبتك بالحياة كبهيم.
أنت أنت ولا أحد غيرك أنت، أنت الأول والأخير، أنت البدايات والنهايات: الجميع يتصرفون وكأنّهم محور الكون، وكلّهم مخطئون، لأنك أنت، نعم أنت، محور الكون، أنت المركز، تابع أخبار الكوكب فيما تلوك طعامك ببلاهة، فهذه الأخبار للتسلية والترفيه عنك فحسب. لقد خلق الله العالم في ستّة أيّام، وفي اليوم السابع حطّم القالب الذي خلقك فيه. طابور طويل؟ لا بأس، اجعله خلفك، تقدّم إلى الأمام لأن هؤلاء مجرد كومبارس في فيلم من بطولتك، امش لملمهم فيصبحون خلفك ببساطة. طلبة يقطعون الشارع وهم ينظرون إلى السماء؟ لا مشكلة، امض قدماً دون أن تتريث، سيرتّبون أنفسهم بما يناسبك أنت، أنت يا أهم الناس والمخلوقات.
مخافة ولي الأمر: أفضل الطرق وأسهلها لتجاوز المنطق هو الخوف من شخص من نسج الخيال. بربكم، هل رآه أحدكم خارج الصحف والمجلات والتلفاز بعينه المجرّدة؟ كيف نصدّق وجود رجلٍ لا نراه إلا في صور غريبة في الدكاكين والمطاعم؟ من عيّنه ولياً للأمر؟ نحن، بالتأكيد، لم نعينه، لأننا تجاوزنا الديموقراطية بمراحل؛ لكن، من الذي عيّنه؟ لماذا نخشى شيئاً وهمياً؟ إن هذا الشخص مجرد بدعة، دمية آلية تظهر في وسائل الإعلام والمناسبات الرسمية لتثير الرعب في أنفسكم، ومن الممكن استبدالها بدمية أخرى. كيف إذاً، تصبح مخالفة ولي الأمر كسراً للمنطق، أليس مجرّد دمية آلية؟ نعم، لكن مخالفة هذه الدمية ستودي بك في مراكز الاعتقال. وهي، بعكس ولي الأمر، حقيقية جدّاً.