دراسة: المواطن العربي يفني ربع عمره في البحث عن جواربه
٢٥ فبراير، ٢٠١٦
خاص – مركز الحدود للتخطيط الاستراتيجي وتحديد النسل
١٥ سنة بين حادثة الولادة والأكل والشرب والدراسة.
٥ سنوات في انتظار سيارة الأجرة: تظهر الدراسة أن المواطن العربي، الذكر في معظم الأحيان، يقضي ما يقارب ١٨٢٥ يوماً من حياته في الشوارع وعلى قارعة الرصيف، منتظراً وسائل المواصلات العامة وسيارات الأجرة التي لا تأتي في أغلب الأحيان، وتتوزع السنوات الخمس بين سنة ونصف للإجابة على أسئلة السائقين حول الأماكن التي ينوون الذهاب إليها، ومشاهدتهم وهم يغادرون؛ وسنة كاملة لكيل الشتائم والحقد على مواطنين آخرين ممن يجتازونه ويقفون أمامه لأخذ دوره، إضافة لسنتين ونصف أو ثلاث سنوات يتنقل خلالها المواطن في أرجاء البلاد مشياً على الأقدام ورأسه ملتوية إلى الوراء، أملاً في العثور على أي وسيلة للمواصلات. ويمكننا زيادة ٣ أشهر على هذه المدّة، يقضيها المواطن في لعن حظه عند وصوله إلى مكانه المنشود مشياً لتظهر سيارة أجرة تسأله إن كان يبحث عن سيارة أجرة. أمّا الأنثى، وما أدراك ما الأنثى، فإن هذه السّاعات التي كنت عزيزي القارئ تعتقد بأنها ستقوم باستغلالها بشكل أفضل، تقضيها وهي تهرب من المتحرشين.
٧ سنوات لإنجاز المعاملات الحكومية: تشير الدراسة إلى أن كلّاً منّا يصرف سنتين للذهاب باكراً إلى الدوائر الحكومية ومتابعة الموظفين أثناء تناولهم للإفطار وتلمّس عطفهم للنظر في وجهه أو في المعاملة، فيما يقضي لاحقاً خمس سنوات في التنقل بين المكاتب والدوائر الرسمية والسعي بين الطوابق للعثور على أبو عادل في المكتب ٥٢٠ بجانب دورة المياه.
يقضي المواطن العربي الضائع، سنوات طويلة جدّاً قد تصل إلى ١٧ عاماً، في البحث عن الجوارب الضائعة.
١٢ سنة للتفكير والحلم بالهجرة: بعد كل السنوات الماضية، يهاجر الأمل من قلب المواطن، وتراوده أحلام اليقظة بالانتحار أو الهجرة والهرب من كل شيء واجهه خلال السنوات المنصرمة، إلّا أن مشاعره تتشوّش وتختلط وتوهمه بأن مكانه في وطنه وبين أهله وأصحابه أفضل من أي مكان في العالم، ويتنهي أمره في نفس منزله المستأجر دافعاً فواتير الحكومة من راتبه المقزم.
٤ سنوات في “محاولة” إنجاز معاملات الهجرة: يشرع المواطن في زيارة السّفارات، في مشهد يذكره بمرحلة المعاملات الحكومية السّابقة، وتعود إليه أحاسيس الوطنية والشوق إلى الوطن (كونه أحسّ أنّه خارج البلاد في تلك الفترات القصيرة التي سمح له أن يقضيها داخل السّفارات)، وبعد انقضاء هذه المدّة، يتحّول الشخص الذي اجتاز امتحان الصبر والتحمل إلى كائنٍ مخلص للحكومات الأجنبية، حيث يقوم طواعية بنشر غسيل عائلته المتّسخ بشدة أمام الأجانب والعالم أجمع، أملاً في قبوله لدى الرجل الأبيض.
بقية العمر (سنة – ٢٠ سنة) في الاستسلام للأمر الواقع: وهو الخيار الوحيد المتاح أمام الشخص الذي لم يبتسم له حظ الهجرة، يصاب المواطن في هذه المرحلة بصدمة عصبية تحيله لرجل آلي يكرر جميع المراحل السابقة دون تفكير، وقد تبلغ الصدمة بالبعض للاقتناع بأن هذه الحال، هي الوضع الصحيح لسير الأمور، وأن الإنسان بدون معاناة يفقد معناه.