الدولة تحقق الوحدة الوطنية باستخدام ٤ حافلات للنقل العام
١٣ فبراير، ٢٠١٦
تحوّلت أجساد ١٢٠ مواطناً إلى جسد واحد كالبنيان المرصوص للمرّة الأولى في التاريخ العربي المعاصر.
واندمج المواطنون في مشهدٍ مؤثر من الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية بعد أن حُشروا ببعضهم البعض في حافلة، وذلك أثناء عودتهم إلى منازلهم قبل مغيب الشمس*.
وفوجئ المواطنون أثناء انتظارهم لفرج ربهم، بوجود حافلة واحدة صغيرة ويتيمة مستعدة لنقلهم، حيث انشغلت باقي الحافلات بنقل جماهير مباراة كرة قدم، مع أدواتهم القتالية، من وإلى أحد الملاعب**.
ولا تعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ غالباً ما يندمج المواطنون في مشاهدٍ من اللحمة الوطنية والترابط الاجتماعي الحميم بين الشيب والشبان، الكبار والصغار، لكن دون أي تلامس بين الذكور والإناث، ويحصل ذلك كل يومٍ في كافّة حافلات البلاد وفي طوابير الخبز وطوابير القروض الشخصية وطوابير السفارات وفي الزنازين العلنية والسريّة.
*مغيب الشمس: ظاهرة يومية تتسبب بتحول المواطنين إلى مجموعة من الزعران، كما يعتبر غياب الشمس الموعد الرسمي لظهور أشباح الشكوك حول أسباب التأخّر عن المنزل، وخاصّةً الإناث.
**الملاعب: مساحات شاسعة مزروعة بالحشائش الطبيعية أو الصناعية، معدّة ليركض فيها ٢٢ شخصاً وراء كرة لا تتوقف، حيث تتمجلس الجماهير في مواجهة بعضها البعض لتفريغ شحنات العنصرية والكراهية. طُورت الفكرة للدول التي لم تشهد بعد حروباً أهلية حقيقية حتى الآن، حيث تجري التدريبات لمحاكاة حرب البسوس بين جماهير ناديين شقيقين، مع استبدال الناقة بكرة مطاطية.