تغطية إخبارية، خبر

الأردن: حكم عشائري يقضي بترحيل نصف سكّان المملكة

Loading...
صورة الأردن: حكم عشائري يقضي بترحيل نصف سكّان المملكة

يستعد ٤ ملايين مواطن في الأردن لمغادرة أماكن سكنهم في نصف المملكة الجنوبي، والنزوح إلى نصفها الآخر الشمالي، في عملية إخلاء عشائرية* (جلوة**) فرضت عليهم بسبب تورّط شاب بحادث سيارة أو أنه أغلق باباً على إصبع أحدهم أو شيء من هذا القبيل.

وكانت الأطراف المتناحرة قد لجأت إلى الأعراف العشائرية لحلّ الأزمة، وذلك لغياب القضاء العادل والنزيه في إجازة سفر لحضور مؤتمر في بريطانيا عن العدالة والحكم الرشيد، ولأن دولة المؤسسات هي مجرّد مبان لاحتواء البطالة المقنّعة.

وحضر الجلسة العشائرية جميع الأشخاص المهمين في البلاد، حيث فرضت العشيرة الأكثر عدداً على أفراد العشيرة الأخرى النزوح من أماكن سكنهم ووظائفهم ومدارسهم وجامعاتهم، ونقلهم من قريّة مهمّشة إلى قرى مهمّشة أخرى، ومن أماكن سكن بلا خدمات إلى أماكن سكن، أخرى، بلا خدمات. ويشمل القرار أفراد العشيرة حتى الجد الأول بعد سيدنا إبراهيم.

وستتم عملية الإخلاء بمساعدة هيبة الدولة وبمشاركة الحكومة والدرك والشرطة والأمن والأمان والاستقرار وتساوي الفرص والدولة المدنية الديموقراطية والتعديلات الدستورية والإنسان أغلى ما نملك ولجان الحوار ومسيرة الإصلاح وكبار رجالات الدولة والمسؤولين جدّاً وغيرهم من الحريصين على مصالحهم في هذا الوطن المعطاء.

وقال وجهاء وشيوخ قبائل أن عمليّة الإخلاء هذه هي أكبر عمليّة نزوح يشهدها الأردن في تاريخه المعاصر، مؤكّدين أن عقوبة “الجلوة” هي الأنسب للجرائم والجنايات كي لا تتكرّر الحادثة، ولأن بعض العشائر أقوى من الأخرى، وهو معيار مهم في الحكم في القرن الواحد والعشرين.

وبحسب محافظ القرية فوّاز الزحن، فإن إلغاء القانون العشائري عام ١٩٦٧ لم يغير شيئاً، وذلك انسجاماً مع باقي القرارت التي تصدر في البلاد، والتي لا تغيّر شيئاً على حياة المواطنين إلّا إذا كان ذلك للأسوأ. وأضاف أنّ “هذه الاجراءات ضرورية للحفاظ على المواطنين من الانتقال من عصر الجاهلية إلى العصر الحجري، ولحفظ البلاد من حروب أهلية ستحدث، لا سمح الله، حال رؤية أهالي الضحية لأي مخلوق يمتلك عينين وأذنين وساقين كما الجاني.

* العشائرية: نمط حياة قديم جديد، بدأ وانتشر قبل الانتقال إلى نمط الحياة المدنية. تستمر العشائرية في الحكم في البلدان التي أخذت من الحداثة رداءها فحسب، فصنعت عواصمها على شكل علب اسمنتية، ونقلت عشائرها إلى المدينة جغرافيّاً وليس فكريّاً، إذ أن المواطنة لا تتناسب مع الحكم الريعي والاصلاحات الشكلية.

**الجلوة: من جلى الشيء وجلاه جلياً فجعله خاوياً، اقتبست العشائرية هذا المصطلح من عالم المطابخ والتنظيف، وقامت بتطويره ودمجه مع فكرة البقاء للأقوى.

شعورك تجاه المقال؟