تغطية إخبارية، خبر

إسرائيل تقطع خط الشكاوى ضد المستوطنين منعاً للنميمة

شالح لبازمان - مراسل الحدود لشؤون التقوى الإمبريالية

Loading...
صورة إسرائيل تقطع خط الشكاوى ضد المستوطنين منعاً للنميمة

قرّرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الإسرائيلية قطع خط الشكاوى المخصص لاستقبال البلاغات ضد تجاوزات المستوطنين الإسرائيليين بحق ضيوفهم الفلسطينيين في الضفة الغربية، وذلك لمنع النميمة الناتجة عن الحساسية الزائدة التي لم تألف بعد روح دعابة المستوطن ومزاحه بالبنزين والخنازير البريّة والأسلحة البيضاء والجرافات المُدرعة.

وكانت إسرائيل قد ابتكرت هذا الخط ليس من أجل الحفاظ على مبادئ الديمقراطية وشكلياتها المقدسة فحسب، بل لتساعد الفلسطينيين على الفضفضة مقابل خمسة دولارات للدقيقة، ولتستجيب لشكواهم فوراً بمد يد العون للمُشتكى عليهم، لكنّها تفاجأت بأنّ الخط بات محفلاً لنميمة الحقوقيين الإسرائيليين على أخوتهم المستوطنين عوض مساعدتهم في وأد الشعب الفلسطيني الذين لم يتجرأ فرد واحد منهم على تقديم أي شكوى على مدار الـ 74 عاماً المنصرمة.

وأكدت الهيئة أنها لن تتساهل مع مسألة النميمة بعد الآن، لما تسببه من شقاق بين الأخوة الإسرائيليين ناهيك عن جرحها مشاعر موظفي الخط الذين يسمعون هجوماً على عائلاتهم واتهامات لأقاربهم وأصدقائهم وإهانات تنالهم  شخصياً، فضلاً عن تضمّن الشكاوى أوصافاً خشنة مليئة بالدماء والأشلاء دون أدنى مراعاة لقلوبهم الأوروبية المُرهفة التي تحمل الحرج وحدها لعدم مشاركة الموظفين لفحوى الشكاوى مع أحد. 

وأشارت الهيئة إلى أن هذه الخطوة جاءت كحل أخير بعد فشل الدولة في غرس الأخلاق السامية في عقول الحقوقيين الإسرائيليين، رغم جنسهم المتفوق الذي من شأنه أن يسمو بهم فوق نزوات الغيبة والنميمة ويرفعهم عن هموم الأعراق المُنحطة. 

من جهة أخرى، دعت السلطات الإسرائيلية ضيوفها الفلسطينيين لعدم الهلع بسبب قطع خط الشكاوى؛ إذ بإمكانهم دائماً اللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية العادلة للبث في أي خلاف بينهم وبين المستوطنين، لكنها استبعدت حدوث ذلك، نظراً للثقافة المشتركة التي تجمع الطرفين وتتجاوز خلافاتهم الفكرية، مثل الأكلات الشعبية الشهيرة التي تتطابق وصفاتها الفلسطينية المحلية مع وصفات المستوطنين القادمين من كل حدب وصوب، والأعمال الفنية التي يعرضها المستوطنون في مراكزهم الثقافية دون علم أصحابها العرب، كدلالة على رابطة الأخوة الوثيقة التي لا يجوز معها طلب أو يتوجب في حضورها استئذان.

شعورك تجاه المقال؟