تغطية إخبارية، خبر

مدير يسمح لموظفة بتسلّق السلم الوظيفي احتفالاً بيوم المرأة على أن تنزل عنه غداً

فريد فنعوصي - مراسل الحدود لشؤون المناسبات السعيدة

Loading...
صورة مدير يسمح لموظفة بتسلّق السلم الوظيفي احتفالاً بيوم المرأة على أن تنزل عنه غداً

أعلنت شركة الحاج أبو صبحي وإخوانه وأولاده وشركائه لصناعة الفوط الصحيّة إقامتها حفلاً ثورياً بعيد المرأة هذا العام، يتمثّل بإتاحة الفرصة لموظفة محظوظة بتسلّق السلم الوظيفي والتطلّع إلى الارتقاء إلى المناصب العليا فيه خلال ساعات العمل الثمان، على أن تُنظف السلم من آثارها في نهاية العيد وتُعيده إلى الأخوة الذكور صبيحة اليوم التالي.

وقال المدير التنفيذي للشركة السيد كُ.أُ. في بيان أصدره بهذه المناسبة إنَّ قرار السماح لأنثى بصعود السلم يتسق مع تاريخ الشركة الطويل في احترام المرأة في عيدها "نتشارك بالاحتفالات جميعاً، الموظفون\ات الأعزاء\ات والإداريون، ولم يمضِ عيد مرأة واحد لم نُوزّع فيه الورود وبطاقات المعايدة على موظفاتنا العزيزات، ناهيكم/ن عن تجارب مميزة مثل منع مقاطعة الإناث في الاجتماعات -دون إجبار أحد على الاستماع فنحن لسنا راديكاليين لهذه الدرجة- ونشاط تبنّي الرجال أفكار الإناث التي طورنها وعملن عليها لأعوام، فضلاً عن العام الذي تخطينا فيه كل الحواجز وقواعد بيئة العمل ومنعنا التحرش طوال اليوم ما عدا استراحة الغداء.

وأشاد السيد كُ.أُ. بإنجازات شركته التي تحققها على أرض الواقع لتصنع التغيير، مؤكداً للعام العشرين على التوالي شرعية مطالبهن وحقوقهن وضرورة معالجة كل تلك المشاكل التي يتحدَّثن عنها دوماً "نجحنا بفضل جهود أمجد مدير إدارة الموارد البشرية بإيصال نسبة النساء العاملات في المؤسسة إلى ٧۰٪ من مجموع الموظفين، احتضناهن وخصصنا لهنَّ ميزانية رواتب تساوي ميزانية الـ ۳٠٪ من بقية الموظفين".

وأشار السيد كُ.أُ. إلى بعض القواعد التي على الجميع اتباعها خلال اليوم، تفادياً للمخاطر المنطوية على السماح للمرأة بالاقتراب من السلّم الوظيفي على حدِّ تعبيره:

أولاً: يتم اختيار سعيدة الحظ التي ستشارك في هذا اليوم عبر اقتراع سرّي يُجريه ذكور المؤسسة، كي لا تتحوّل مكاتبنا إلى باحة للعراك النسائي. 

ثانياً: على الموظفة المختارة التعهّد بالنزول عن السلّم في نهاية اليوم، والتأكيد على إدراكها التام بأنّ صعود السلم لوحدها شبه مستحيل نظراً لعدم امتلاكها خصائص أساسية، كالعضلات القوية المنتصبة للتنافس مع بقية العضلات المتزاحمة على السلم، ولو افترضنا جدلاً قدرتها على الصعود إلى نهاية السلم  ال عليها الإقرار بصعوبة البقاء في منصب إداري لعدم امتلاكها طاقة تستسترونية تُمكنّها من الصراخ على الموظفين الأدنى منها بصوتٍ غليظٍ يصوِّب سلوكهم.

ثالثاً: سيتم اختيار ذكر ذي خبرة لمساعدة الموظفة المُختارة على تسلق السلم، مراعاةً لسياسة المؤسسة التي تُجبرها على ارتداء الكعب العالي والتنورة الضيقة، وذلك حفاظاً عليها من السقوط وإيذاء نفسها وطلب إجازة في اليوم التالي.

رابعاً: في حال ثملت الموظفة المختارة بنشوة السلطة وقرّرت البقاء على السلم بعد نهاية اليوم، وبدأت بالاسترجال وإبداء الملاحظات والمشاركة بالمقترحات في اليوم التالي، تُحرم فوراً من هدية عيد الأم ووردة عيد المرأة في العام التالي.

خامساً: يُمنع منعاً باتاً على ذكور المؤسسة، السخرية من الموظفة المختارة عند فشلها في صعود السلّم في نهاية اليوم، وتُحظر عبارات "لا بُدّ أنّها الهرمونات" و"هاهاها جايتها الدورة" و"المطبخ" طوال يوم المرأة، ومن علقت في حلقه مزحة جيدة يخشى نسيانها فليدونها على ورقة ويتلوها علينا صبيحة اليوم التالي. 

شعورك تجاه المقال؟