الإمارات تتدرب على رئاسة مجلس الأمن من خلال رفض إدانة المحتل
طلال مُشتار - مراسل الحدود لشؤون عدم السمع أو الرؤية أو الكلام
٠٦ مارس، ٢٠٢٢
بعد امتناعها عن التصويت على مشروع قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، بات المجتمع الدولي ينظر إلى بعثة الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن* بإعجاب وتقدير لتطويرها مهارة الطبطبة للمحتل وادعاء أنه والله والله محترم وطيب لم يرتكب جريمته لولا ظروف خارج إرادته، في إشارة لاستيعابها مبادئ مجلس الأمن وأهمية دوره وجاهزيتها لرئاسته وقيادته من القاع إلى الحضيض.
ويحين خلال الشهر الحالي دور الإمارات في لعبة الكراسي التي تُمارسها الدول الأعضاء بتعيين رئيسٍ جديدٍ للمجلس شهرياً، لتُتوِّج بذلك مسيرتها القائمة على المفارقات والتناقضات، بعد إضافتها "التعاون الدولي" لاسم وزارة الخارجية خلال حربها على اليمن، وتوزيعها جوائز لحرية الإعلام بالتزامن مع حجبها المواقع الإلكترونية واعتقالها الصحفيين، ورئاستها الإنتربول واستمرارها كجنة لغسيل الأموال.
ومن المتوقَّع أن تتخذ الإمارات -بناءً على أدائها الممتاز- موقفاً مشرفاً من إسرائيل، وتتركها تنكل بالفلسطينيين وتعتقلهم وتقتلهم وتفجرهم وتدمر بيوتهم وتقسمهم وتهجرهم وتشردهم، بما لا يُخلُّ بالثوابت الإنسانية.
من جانبها، أكَّدت المبعوثة الدائمة لدى الأمم المتحدة ورئيسة البعثة الإماراتية، لانا نسيبة، أنَّ بلادها لطالما سعت للسلام العالمي "ولذلك ارتأينا عدم التدخل بشؤون بوتين، آملين أن يخلو إلى ضميره فيقرر وقف الحرب؛ أما إن قرر الاستمرار بها فمن الضروري تركه على راحته لأنه رجلٌ عصبي ومن الأفضل أن يَقتل من يشاء ويحقق أهدافه بسرعة بدل استفزازه ودفعه لإطالة الحرب نكاية بنا".
وأضافت "لقد وُجدت الأمم المتحدة لتضمن حرية كل دولة واستقلالها في اتخاذ قراراتها؛ فمن نحن لنحدد لكلِّ دولةٍ كيف تتصرف مع الأنظمة التي تُزعجها؟ هذا حقٌّ مكفول لكل الأمم، ومن المعروف أنَّ حريّتك تنتهي فقط عندما تؤثر سلباً على أسعار نفط الآخرين".
مجلس الأمن: خطأ شائع، في الحقيقة اسمه المجلس الآمن. أطلق عليه هذا الاسم لأنَّ المشاركين فيه غالباً ما يتخذون وضعية الجلوس، بالإضافة إلى شعورهم بالأمن لوجود حراسات مشددة في المبنى الذي يجتمعون فيه، ولعدم وجود تبعات لأي كلام عديم الأهمية يبعبعونه خلال جلساتهم.