تغطية إخبارية، خبر

بوتين يستفيد من الدرس الموجع الذي لقنه إياه الغرب في سوريا ويجتاح أوكرانيا

خليل النحيل - مراسل الحدود لشؤون الطالب النجيب

Loading...
صورة بوتين يستفيد من الدرس الموجع الذي لقنه إياه الغرب في سوريا ويجتاح أوكرانيا

قرر قيصر روسيا فلاديمير بوتين الأول الاستفادة من دروس التصريحات والإدانة والاستنكار وخطابات شديدة اللهجة وكل الددَّي التي ضربتها القوى الغربية على يده إثر تدخله في سوريا وتسويتها في الأرض، وارتأى توظيف هذه الخبرات باجتياح أوكرانيا وحرقها عن بكرةِ أبيها وأمها أيضاً، موكداً لهم أن تعبهم لن يضيع سدىً وسيرون نتائج دروسهم تلك على شكل غارات جوية تدك العاصمة كييف أقسى بكثير من تلك التي دكت وتدك إدلب.

وشكر بوتين القوى الغربية على دفعها دم قلبها وتدريسه وإيصاله إلى التفوق والتخرج بشهادة دكتوراه في الهيمنة السياسية العالمية، مستذكراً كيف علمته فن إلقاء الحجج الدولية واختراع أسباب غير مألوفة وبراقة حتى يبرر تدخلاته وزيادة نفوذه وحروبه مثل حجة تدخله للقضاء على تنظيم داعش التي استخدمها للتدخل في سوريا، مؤكداً لهم أن دروسهم تلك هي مرجعيته الحالية في أساليب الاستحواذ على أوكرانيا بكل مهنيّة واحترافية.  

وأضاف بوتين أن الوقت الذي قضاه في سوريا جعله يراقب عن كثب درس تشريح الأراضي السورية ما أكسبه خبرة ودراية في التقسيم؛ وها هي تلك الخبرة تؤتي ثمارها في أوكرانيا التي بدأ بتشريحها وحرص على الاستئثار بها لنفسه رافضاً مشاركة أي شبر منها مع أي قوة أخرى، فلكل جواد كبوة والإنسان الذكي لا يكرر أخطاءه مرتين، وهذه المرّة لن يكتفي بإقامة بضع قواعد عسكرية أو اتفاقيات تبيعة، إنما سيبلع أوكرانيا كلها ويشدها إلى حضنه الدافئ ويحضنها جيداً وبقوة من كل أطرافها ويفعصها لحين تتلحلح وتتفكك حدودها الجغرافية والسياسية مع أوروبا، كأنها دبدوب روسي بني كتكوت في يد طفلة صغيرة.

من جانبهم، حذر محللون سياسيون من أن الدروس المكتسبة التي تلقاها بوتين في سوريا، على الرغم من أهميتها وقسوتها وصرامتها، ليست في المستوى الذي يسمح له اجتياح أوكرانيا، خاصةً مع عدم وجود كلب هناك تشرع له الأبواب للدخول والبقاء مثل سوريا ويصنع له ولجنوده الشاي والقهوة، إلا أن بوتين هزئ بهذه التحذيرات مؤكداً أنه لا يحتاج الأصدقاء مثل بشار، فقد دأب على أخذ دروس إضافية قاسية من الغرب عندما قرر احتلال القرم عام ٢٠١٤ وضمّها لروسيا، دون أن يضربه أحد بالعصا على يده.

شعورك تجاه المقال؟