لايف ستايل، خبر

العثور على صحن أثري في مجلى شاب

وليد أبو جرنك - رئيس بعثة الحدود الأثرية

Loading...
صورة العثور على صحن أثري في مجلى شاب

سجّل الشاب ممدوح قرقفتي كشفاً أثرياً قيّماً، لدى عثوره على صحن زجاجي منحوت بكاتشب جاف ومعكرونة صلبة تعلوها طبقة من ترسبات تفل البُن العربي الجاف وفُتات سُكّر مُتصلّب منثور، لتُشكّل معاً لوحة أثرية بديعة بطابع كلاسيكي تُحاكي وجه هولاكو حين غزا بغداد في القرن الثاني عشر، مدفوناً تحت أكوام الصحون، إلى جانب المعالق والأواني، التي تعلوها الفناجين وقشور الموز وعلب البيبسي وطبقات عدة من صفّار البيض المتيبس والمُتأصل في مجلى مطبخه منذ العصور الغابرة.

وكاد ممدوح أن يفتح صنبور المياه على أكوام الصحون ويفسد الصحن الأثري، لولا امتلاكه حسّاً أركيولوجياً نبّهه لتناغم الأوساخ في طرف الصحن، فباشر على الفور عملية تنقيب دقيقة استهدفت إخراجه بسلامة من تحت أنقاض الصحون الأخرى لفحصه ومعاينته واستدعاء خبير لتحديد ماهية الأوساخ التي تُشكلّه وما إن  كانت عضوية ناتجة عن بقايا طعام فقط، أم أنّ نقوش الصحن تفاعلت مع بقايا الطعام وشكلّت مادة غير قابلة للتحلّل. 

وانتهز ممدوح فرصة تفقدّه لمُتحف مطبخه، ليُلقي نظرة فاحصة على بقية القطع النادرة التي يمتلكها؛ والتي تتفاوت بين الأواني المتوغلّة في أعماق التاريخ، والكؤوس والفناجين المعاصرة ذات الأوساخ الطريّة، التي يضطر لغسلها من وقت لآخر عند إعداد القهوة والشاي، عاقداً العزم على إعادتها فوق الصحن الأثري المكتشف لتأخذ هي الأخرى فرصة في التخمر تحت وطأة التاريخ وضراوة الأيام. 

وقال ممدوح إنه راسل شريكه السابق في المنزل، حيث استجوبه عمّا إذا وجد قطعاً أثرية أخرى في مجلى المطبخ أثناء إقامته معه "ساورتني شكوك عديدة به، خاصةً أنه كان يقضى وقتاً طويلاً وراء المجلى. لا شكّ أنه وجد تحفة أثرية هناك فسرقها واختفى، ما يُفسّر إصراره على أن أتناول طعامي بصحون بلاستيكية قبل أن يُغادر الشقة غاضباً ولا يعود إليها مرة أخرى"

يُذكر أنّ ممدوح تأسف على المرات التي سمح بها لنفسه بغسيل الأطباق وتخريب قطع أثرية أخرى عن غير قصد وإزالة عراقتها بطيشه ورعونته؛ إذ كان من الممكن أن يفتتح بها متحفاً أو يسلمها للسلطات المختصة أو يُهربها للخارج ويشتري بسعرها ماكينة حديثة لغسل الأطباق.

شعورك تجاه المقال؟