تغطية إخبارية، خبر

بعد إقامتها ستة أعوام: قيس يمنح حالة الطوارئ الجنسية التونسية

أحمد أبو حميد - مراسل الحدود لشؤون التجريد السياسي

Loading...
صورة بعد إقامتها ستة أعوام: قيس يمنح حالة الطوارئ الجنسية التونسية

أصدر الرئيس التونسي قاهر البرلمانات ومفكك الحكومات قيس بن المُنصف سعيد فرماناً رئاسياً منح فيه الجنسية التونسية الدائمة لحالة الطوارئ، نظراً لاستقرارها في ربوع الوطن ما يزيد عن ستة أعوام واندماجها بالمجتمع التونسي حتى باتت جزءاً منه. خصوصاً وأنَّها -رغم شخصيتها الفظة وميولها السادية وتعطشها للدماء- تظل حالة طوارئ مستقرة وثابتة.

ولم يجد قيس مشكلةً في منح الحالة الجنسية التونسية مكافأة لها على خدماتها الجليلة رغم حملها جنسيات عربية عديدة عادَت حكوماتها تونس واختلفت معها، فهي المواطنة الوحيدة التي لا تشقى في وجودها حكومة ولا يشك في ولائها رئيس أو ملك أو ولي عهد. هي التي جرَّبت الحياة في أوروبا وعادت لحضن الوطن بعد أشهر قليلة قضتها خلال أزمة صحية، في حين يحاول المواطنون من البشر الهرب إلى الخارج، متخلين عن حكوماتهم ورؤسائهم في عز احتياجهم إلى شعب يحكمونه ويخرجون أمواته.

كما كافحت حالة الطوارئ لضمان دوام وجودها على الأراضي التونسية، لتردع الكائدين الذين طردوها لشهرين بين ۲۰۱٤ و ۲۰۱٥ وحرموها من إتمام لحمتها مع الشعب التونسي لعقدٍ متواصل، تلك السنوات التي مارست فيها حالة الطوارئ دورًا بطوليًا كفاعلة خير ومُصلحة ذات بين الحكومة والشعب؛ فقد ساعدتهم على فض نزاعاتهم الأسرية واتخاذ قراراتهم المشتركة مثل منع السفر وتحديد الإقامة الجبرية وحظر التجول دون انحشار أنف المحاكم في شؤونهم الحساسة أو التذلل إلى القضاء من أجل نيل تصريح كلما أرادوا أن يفعلوا هذا أو ذاك.

وأثار هذا القرار خيفة بعض المحنكين الذين تساءلوا كيف يخشى المواطن إذن حالة الطوارئ وقد أصبحت هي الأخرى مواطنة عادية مثله بلا أية حقوق ودون أي رخصة في ممارسة الوحشية ؟ وكيف يستطيع المواطن البسيط تقدير جهود الدولة والاستعاذة بالله من شيطان الغضب ووسوسة العصيان إذا لم يجد من دولته ما تلوح به في وجهه من تهديد بتفعيل حالة الطوارئ والتي أصبحت بعد قراره هذا من المسلمات المستدجنة؟ إلا أن الرئيس تفوق عليهم جميعًا في حنكته، وأعلن عن خطته في استقدام حالة طوارئ طارئة متى احتاج إليها، مانحًا إياها حق الإقامة حتى تمارس أعمال الشد والجذب والمباغتة.



شعورك تجاه المقال؟