الأخوان الحريري ينهشان بعضهما بدلاً من تلبية وصية والدهما بنهش لبنان معاً
نادين كفكفوني - مراسلة الحدود لشؤون يا ضيعان التربية
١٦ فبراير، ٢٠٢٢
على الرغم من نشأتهما في صلب المدرسة الحريرية ورضاعتهما الجشع وحب الثروة من ثدي والدهما مباشرةً منذ نعومة أظافرهما، فشل الأخوان بهاء الدين وسعد الدين الحريري، ورثة شركة رفيق الحريري الاستثمارية السياسية الطائفية الانتهازية، في تحقيق الراحة لروحه والمشي بدربه وتنفيذ وصيته بالمشاركة على نهش لبنان، بل انخرطا عوضاً عن ذلك في نهش بعضهما تاركين إرث والدهم النهّاش في مهّب الريح دون مجرم يحرسه.
وكان رجل الأعمال السعودي ورئيس الوزراء اللبناني السابق مستثمر الحروب وسيد السوق الحرة اللبنانية رفيق الحريري قد أوصى ولديه بالمضي على نهجه ومتابعة الإجهاز على الفقر والفقراء وإعادة إعمار الأحياء المدمرة في الحرب وهدم الأحياء الأخرى وإعادة إعمارها هي الأخرى وإكسائها بكسوة فخمة ثم إعادة استعمارها واستعمال النفوذ السياسي لبيع وشراء المواقع بأسعار كما تحلو لهما وطرد البشر وتعمير الحجر وتزيين وسط بيروت ببيوت فارغة لا يستطيع سكان المناطق الأصلية شراءها ولا حتى النظر إليها دون دفع مبلغ معتبر، وثم تقطيع لبنان إلى لقم سهلة البلع عامةً وقضم جميع أجزائه البحرية والطبيعية والبشرية خاصةً.
وتراشق الأخوين الحريري الاتهامات فيما بينهما، إذ اتهم المليونير (الملياردير سابقاً) سعد أخاه الكبير بهاء بعدم تنفيذ وصية أبيه وابتعاده عن لبنان وتركه بمفرده وحيداً "أنا أجدر بلا شك على تنفيذ وصية البابا لأنني أصريت على البقاء وباشرت على الفور التغذي من خاصرة لبنان السياسية التي تركها لي. حتى في أشد ضعفي استمريت في النهش وبلعت حقوق آلاف العمال والموظفين في الشركات التي ورثتها عن البابا مثل سعودي أوجيه وتلفزيون المستقبل وغيرها من الوجبات التي تناولتها تمنياً برغبة البابا مع أنّها سببت لي عسراً في الهضم".
إلا أن بهاء انقض على أخيه سعيد وهاجمه موضحاً أن حجة بقاءه في لبنان لتنفيذ وصية والده مردودة عليه والدليل فشل سعد في تحويل جميع الأحياء الفقيرة في بيروت إلى استثمارات خاصة وبقاء القليل منها سالماً "أنا بلا شك الوريث الشرعي والوحيد لبابا والأحق بتنفيذ الوصية، فلحقت خطاه وسافرت خارجاً لتوسعة مملكتي الاقتصادية وشحذ أنيابي جيداً منتظراً اللحظة التي يُرمى فيها لبنان على المذبح لأستغل الفرصة وأعود من غربتي لأذبحه بيدي وثم أوزع لحمه شخصياً على الأصدقاء والأعداء، بالضبط كما فعل بابا الراحل".
من جهتها، أعربت بهية الحريري، أخت رفيق وعمة بهاء وسعد، عن استيائها من فشل الولدين بتنفيذ وصية الحريري الأب، محلفةً إياهما برائحة الدولار التي كانت تفوح من المرحوم متابعة طريقه وإراحة قلبه في قبره وحل الخلاف فيما بينهم مثل التناوب على تنفيذ الوصية أو لعب "مونوبولي" على مناطق السيطرة، راجيةً إياهما عدم ترك مقعد الزعامة الطائفة السنية على طاولة الطعام اللبنانية فارغاً رغم وجود ما يكفي من لبنان ليطعم كافة أبناء الحريري والقادة السياسيين الآخرين.