البوق الإعلامي

رسالة القائد.. تفاؤل بمستقبل واعد وطموح بلا حدود

aaaj source logo
الرأي
، الأردن
Loading...
صورة رسالة القائد.. تفاؤل بمستقبل واعد وطموح بلا حدود
كتبت الرأي

حفلت الرسالة التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة عيد ميلاده الستين, بكثير من الإشارات العميقة بدلالاتها وبخاصة التوقيت الذي جاءت فيه. إن لجهة المهمات التي تنتظرنا شعباً وقيادة فذة وحكيمة أم لجهة المستقبل الواعد الذي يعد فيه جلالته أبناء شعبه في ظروف خبرها قائد الوطن عندما راهن جلالته منذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية على الأردنيين كافة، رجالاً ونساء، باثباتهم خلال المئة سنة التي مرت على تأسيس دولتنا الأردنية الشامخة, ان الصعاب لا تزيد الأردنيين إلاّ إصراراً على تجاوزها والمراكمة على الإنجازات التي لم تتحقّق بسهولة, بل بالدم والعرق والعمل الشاق والدؤوب، كما علّمنا الآباء المؤسسون وسار أبناء شعبنا وبناته على هدي مسيرتهم المباركة التي قادها الهاشميون كابراً عن كابر, بتصميم وصبر وتضحيات سجَّل التاريخ سيرتهم ومسيرتهم بأحرف من نور.

من هنا جاء تذكير جلالة الملك برسالة الهاشميين التي لا تفارق عقل جلالته وذاكرته الحيَّة، تلك الرسالة العظيمة والمهيبة التي نذر حادي المسيرة نفسه من أجلها، جندياً من جنود الجيش العربي ومواطناً أردنياً يؤمن بهذا الوطن, وهي خدمة الأردن الغالي وشعبه العظيم لتؤسس للمرحلة المقبلة والواعدة التي تنتظر الأردنيين في المستقبل القريب، استهلها جلالته من كلمات الراحل العظيم جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه وهو يودع دنيانا, بأن الإخلاص والوفاء لهذا الحمى شرف وواجب جيلاً بعد جيل.

ولعل الصراحة والوضوح والشفافية التي صاغ بها جلالة الملك عبدالله الثاني رسالته المهمة والحيوية بل جدول الأعمال لكل أردني وأردنية، تزيد من حماسة أبناء شعبنا وبناته لإدراك حقيقة المرحلة التي مررنا بها, خاصة التباطؤ الذي شاب مسيرتنا الوطنية لكنها – وهنا تكمن أهمية الاشارة الملكية – لم تتوقّف، في الوقت ذاته الذي عبَّر فيه جلالته عمّا استطاع الأردنيون إنجازه رغم كل الصعاب والمعوقات الموضوعية والظروف التي مررنا بها.

وإذ ذكَّر جلالته أبناء شعبه وبناته بأن الأردني إن عزمَ فعل وإن فعل تميَّز، فإنما للتأكيد على جملة من الحقائق الساطعة, التي يتوجّب على كل واحد منا أن يأخذها في الاعتبار وأن يسير على هديها, خاصة في تأكيد جلالته على أن طموحه الشخصي لهذا الحمى الشامخ ليس له حدود, وأن هذا الطموح الملكي إنما ينهض على أساس متين من إيمان جلالته العميق بأننا قادرون على صنع المستقبل المشرق الذي نريد.

ولأن جلالته يتحدث بصراحة ووضوح وفي شكل مباشر نابع من قلبه الكبير, فإنه يقرن القول بالفعل ويتحدّث وفق رؤية ملكية عميقة وبعيدة المدى والأثر، الأمر الذي لخَّصه جلالته بالتأكيد على أننا نريد مستقبلاً نستعيد فيه صدارتنا في التعليم, وننهض فيه باقتصادنا وتزداد فيه قدرات قطاعنا العام وفاعليته, ويزدهر فيه قطاعنا الخاص.. ليس هذا فحسب، بل طموحنا أكبر وأكثر اتساعاً أفقياً وعامودياً نريد - قال جلالته في رسالة المكاشفة الأبوية لكل أردني وأردنية - بأننا نريد مستقبلاً يستوعب الأفكار الجديدة ويحتضن التنوع ويوسِّع قاعدة قواسمنا المشترَكة, لنبقى رمزاً للتسامح والإيثار.

أراد جلالة الملك لفت أنظار الأردنيين إلى جملة من القضايا والملفات الوطنية ذات الأولوية على أجندة جلالته كما يجب أن تكون على أجندة كل الأردنيين سواء في ما خص قبول النقد بما هو جزء من طبيعة العمل العام, الذي هدفه المصلحة العامة بعيداً عن كسب الشعبوية. أم خصوصاً لحقيقة أن المواطن شريك أساسي في تسريع وتيرة التغيير الإيجابي والإفادة منه.. لافتاً قائد الوطن أبناء شعبه الوفي إلى مسألة غاية في الأهمية والمضمون, وهي أننا نسير في هذا البلد الطيب والمعطاء غير مُحاصَرين بضيق الأفق والانغلاق، نحو رحابة الانفتاح على عصر جديد، نكسر الجمود فنتفوق على الواقع بدلاً من مُهادنته.

لهذا كله يكتسب توجيه جلالته الديوان الملكي الهاشمي للبدء بتنظيم ورشة عمل وطنية في بيت الأردنيين، أهمية إضافية على أبواب عبورنا.. وطناً وشعباً وقيادة حكيمة المئوية الثانية من عمر بلدنا الحبيب، خاصة أن الورشة كما وجَّه جلالته ستضم ممثلين من أصحاب الخبرة والتخصص في قطاعاتنا الاقتصادية وبالتعاون مع الحكومة، لوضع رؤية شاملة وخارطة طريق مُحكمة للسنوات المقبلة، تضمن إطلاق الإمكانات لتحقيق النمو الشامل المستدام.

وبعيداً عن أي تفسير أو تأويل مغاير فإن جلالته أوضح في شكل مباشر أن الرؤية الشاملة المنوط بورشة العمل هذه، يجب أن تكفل مُضاعفة فرص العمل المتاحة لأبنائنا وبناتنا, وتوسيع الطبقة الوسطى ورفع مستوى المعيشة لضمان نوعية حياة أفضل للمواطن.

خلاصة القول إن جلالة الملك الذي يعمل بدأب ومثابرة وفق رؤية بعيدة المدى, وبأدوات عملية تستهدف النهوض بالأردن وأبنائه وبناته, في مختلف المجالات وعلى كل الأصعدة، إنما يستمد قوته ويستلهم رؤاه من سِفر الأردن الخالد وسفر الأردنيين ومسيرة الهاشميين المظفرة. لهذا قال جلالته لكل أبنائه وبناته: إن لا حدود لثقة جلالته بأبناء شعبه الغالي وبناته، لأنهم وعن حق مصدر العزيمة ومَنبع الأمل وخدمتهم هي غاية جلالته التي نذر كل حياته لها.

ولا نملك سوى أن نرفع الأكف إلى المولى عز وجل, بأن يحفظ جلالته ويمتِّعه بالصحة والعافية وأن يوفقه في خدمة الأردن والارتقاء به, إلى ما يستحقه وما يليق بالأردن الوطن والشعب والتاريخ والمسيرة المظفرة.

وكل عام وجلالته والأردن وشعبه.. بخير وعزة وفخار.

٠٪
هل يستحق هذا الخبر الفوز بجحصع؟
٠٪