أهلا ومرحبا باجتماع المجلس المركزي

يحيى رباح

٠٦/فبراير/٢٠٢٢

الحياة الجديدة logo
الحياة الجديدة، فلسطين

يحيى رباح

أهلاً وسهلاً باجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، وهو المجلس ذو الموقع المهم بين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني، ومن المهم أن نذكر أصحاب هواية النسيان، أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بإقرار قمة الرباط باعتراف رئيسي شديد الأهمية من الأمم المتحدة، منذ عام 1974 ولا يفوقه أهمية إلا اعتراف إسرائيل بها في اتفاقية أوسلو، بمعنى يا أيها الفلسطيني المعارض للسلطة الفلسطينية، افتح أذنيك جيداً، أينما كنت في هذا العالم الواسع فإن لك ممثلاً شرعياً وحيداً هو منظمة التحرير الفلسطينية، لأن شعبنا بعد النكبة ، وتشريده من وطنه بقوة الحديد والنيران، لم يعد له من يمثله، فالهيئة العربية العليا التي كان يرأسها الحاج أمين الحسيني قد حلت وتناثرت أشلاءً ثم جُمعت أشلاؤها وأُحرِقت ورُميَ رمادها في الهواء، بل إن رئيسها نفسه الحاج أمين الحسيني نفي من مصر إلى لبنان تحت شرط ألا يذهب لزيارة أي مخيم للاجئين الفلسطينيين، وكان يعيش في قرية عالية في لبنان، كما أن حكومة عموم فلسطين التي كان يرأسها أحمد حلمي عبد الباقي قد حلت بدون أي احتفال وبدون أي مراسم!

بالنسبة إلي في كتابة المقالات، فإن هذه المقدمة ربما تكون طويلة جداً، ولكن لا بد مما ليس منه بد، ذلك أن الضجيج الهستيري الذي سبق انعقاد المجلس المركزي، هذا الضجيج الهستيري قيل فيه كلام يدعو إلى السخرية المريرة، فقد قال أحدهم إن المجلس المركزي سينعقد تحت حراب الاحتلال، الله أكبر، ما هذه النباهة، تحت حراب الاحتلال الشقيق، يعني كل هذه الموجات من الاعتقال والقتل للفلسطينيين رجالاً ونساء، شيباً وشباناً، ذكوراً وإناثاً ألا تتم تحت حراب الاحتلال؟ وأين هي المنطقة الآمنة؟ التي لا تصلها حراب الاحتلال؟ لأنني أعتقد أن قائل هذا التعبير السخيف "حراب الاحتلال" لا يهمه سوى التعبير نفسه مثل التلميذ فاقد المخيلة الذي يقال له في الامتحان استخدم كلمة حراب في جملة مفيدة، فلا يخطر في باله سوى كلمة حراب الاحتلال، وأين بالله عليكم يعيش شعبنا منذ تكالبت عليه القوى الكبرى منذ عام 1948 حتى الآن، وهل هناك مكان لا تصل إليه حراب الاحتلال؟ ألم يسفك دمنا الفلسطيني بالتطبيع؟ أولم تطلق علينا كل التهم؟ المشكلة الحقيقية أن بعض الفلسطينيين حين يستأجرون في حفلات الردح، فإنهم يفقدون صوابهم واحترامهم لأنفسهم ويمشون عارين وتخرج لهم قرون وفي حفلة الردح الأخيرة استخدمت لغة هابطة جداً، مثل أن اجتماع المجلس المركزي في رام الله يعزز الانقسام لأنه ضد المصالحة ويخدم مصالح قيادة فصيل معين! هل رأيتم كيف يأخذ السياق بعضهم إلى حد البلاهة والفضيحة، ناهيك عن تعابير سخيفة وبلهاء في البيانات الملحقة بحفلات الردح مثل غياب التوافق، ومثل الاتفاق على برنامج سياسي، والتوافق على قيادة موحدة جديدة لخلافة محمود عباس في الحكم، يا سلام، ما هذه النباهة العجيبة؟

قبل هذا كله وبعد هذا كله، أهلاً بانعقاد المجلس المركزي وبكل ما يصدر عنه من قرارات تتفق مع مصالح السلطة الفلسطينية، أهلاً بفعالية كل إطاراتنا الفلسطينية الأبو-مازنية، وأهلاً بكل حضور فلسطيني بقرار فلسطيني، فمنذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه حركة فتح وأطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة، ونحن نواجه هذا النوع من التهريج الصاخب، والاتهامات الغائبة عن الوعي، لا جديد في الصراخ، ولا جديد في لطم الخدود، كلنا بعد كل حفلات الصراخ، وصرخات جماعة حائط المبكى، نظل فلسطينيين أصحاب أعدل قضايا الكون، قضيتنا تتقدم كل يوم، وتكسب مساحات جديدة على صعيد العالم، وأريد أن أهمس في آذان الذين أعلنوا أنهم لن يحضروا اجتماع المجلس المركزي، هل قبضتم الثمن الرخيص سلفاً، أم أنكم ما زلتم تنتظرون؟ طز عليكم في غيابكم وفي حضوركم.

  • +١ للسرد التاريخي المطوّل عن النضال والنكبة الفلسطينية في الفقرة الأولى
  • -٢ لعدم اتساق السرد التاريخي أعلاه مع أي من ما تفضّلت به لاحقاً
  • -٥ لإخفاء السبب الحقيقي لانعقاد المجلس المركزي
  • +١ للصور الشعرية الأدبية مثل "الضجيج الهستيري" و"سخرية مريرة" و"هواية النسيان"
  • -٣ لتكرار "حراب الاحتلال" ٧ مرات و"حفلات ردح" ٣ مرات
  • +٢ لترفيهنا باستهلالك بالـ"ردح" وكأننا نتابع مونولوجاً غاضباً في مسلسل
  • +٢ لذكر حركة فتح
  • -٢ عن عدم ذكر حركة فتح قبل الفقرة الأخيرة
  • -٠.٥ للتطبيل الخجول لأبو مازن
  • -٢ لتخوين وشيطنة وتحقير أي فلسطيني لا يحب السلطة وأدواتها
  • +١ لكظم الغيظ وعدم الانجرار للسب والمفردات السوقية مع أنّها على طرف لسانك

شعورك تجاه المقال؟