الأردن يمنح مزيداً من اللاجئين السوريين فرصة العيش كأردنيين فقراء
المهند رعد أبو رمّاح - مراسل الحدود لشؤون لذّة المعاناة
١٠ فبراير، ٢٠٢٢

كشفت إحصائيات وزارة العمل الأردنية أن الحكومة تكرمت ووافقت العام الماضي على منح ٦٢ ألف لاجئ سوري تصاريح عمل، مسجلة بذلك رقماً قياسياً جديداً اكتسحت فيه رقمها القياسي المسجل عام ٢٠٢٠ بفارق ٢٤ ألف لاجئ.
ورغم قدرتها على منح تصاريح عمل تسمح للاجئين بالحصول على وظائف مستقرة تؤمن حاجاتهم الأساسية وغيرها من رفاهيات العيش الكريم، إلا أن الحكومة ارتأت دمجهم بالشريحة الأقرب لقلبها؛ ودفعهم لأعمال تتطلب جهداً بدنياً كبيراً، كأعمال البناء والتنظيف وغسيل السيارات، ما يعطي اللاجئ فرصة التمتع بامتيازات اجتماعية لم تخطر بباله حين قرر اللجوء والإقامة في المملكة.
الناطق باسم وزارة العمل قال إن البلاد تفتخر بأسفل هرمها المتين المكوّن من رجال ونساء وقليل من الأطفال يعملون بلا توقف دون أن يثقلوا كاهل الدولة بمطالب تعجيزية مثل تأمين حصولهم على أجور معقولة؛ لذا، حرصت الحكومة على دمج اللاجئين بهم، ليتعرفوا على ثقافة فقراء الأردن ويعيشوها ويتبادلوا معهم معلومات مفيدة حول الأثر الذي أحدثته جائحة كورونا على طبيعة حياتهم، أو الطرق التي ابتكروها للوقاية من البرد والجوع، وما طوروه من سبل للتعافي الطبيعي دون اللجوء للرعاية الطبية، فضلاً عن متعة التنافس في سوق عمل خالٍ من الوظائف.
من جهته، شدَّد الخبير الحكومي غسان أبو الكرنيب على أن الحكومة لا تفكّر بمنح اللاجئ السوري مرتبة أعلى من "أردني فقير"؛ إذ إن تطوّره ليصبح "أردني ميسور" أو "أردني مرفّه" قد يُبعِده عن قيمه الإيجابية ويجعله عرضة لخسارة أصدقائه من مسحوقي الأردن، وربما يتسبب تطوره السريع في توجهه لمراكمة الثروات أو عقد صفقات مشبوهة أواستغلال الفساد الحكومي، وهو ما يتعارض مع مسعى الحكومة لحمايته والحفاظ على أخلاقه وزيادة فرصه بدخوله الجنة، مؤكداً أن لا شيء يضاهي رغيف خبز واحد فقط محمّص على مدفأة صغيرة يتشاركه المرء مع جميع أفراد أسرته بعد يوم عملٍ شريف مضنٍ وطويل.