دويتشه فيله تؤكد أنها الأحق بتعريف معاداة السامية لكونها اختراعاً ألمانياً أصيلاً
هانس فريدريك مونشهاوزن - مراسل الحدود لشؤون الأخلاق الإعلامية
٠٩ فبراير، ٢٠٢٢

حذّرت إدارة شبكة دويتشه فيله الألمانية، الجهات الإعلامية المستقلة والمنظمات الحقوقية من الدخول على خط قضية صحفييها المعاقبين والمنبوذين من المؤسسة لاتهامهم بمعاداة السامية، مؤكدة عدم أحقية أي كان -سوى إسرائيل- بالتنظير عليها في موضوع معاداة السامية، بصفتها صاحبة الخبرة والكفاءة والأولوية في تعريفه؛ لأنه اختراع ألماني أصيل صافٍ مئة في المئة، شأنه شأن تاريخها بالحروب وتصديرها الدائم للسلاح.
وقال المدير العام للشبكة بيتر ليمبورغ إنّ مفهوم معاداة السامية كان بسيطاً عندما ابتكرته ألمانيا للمرة الأولى؛ فانحصر في الكراهية على أساس العرق وبعض أعمال الإبادة الروتينية، لكنّ العالم يتغيّر والمفاهيم تزداد تعقيداً والقيمة السوقية للأعراق تهبط وترتفع دولياً، ما يُحتّم على المؤسسة تطوير المفهوم بما يتلاءم مع متطلبات العصر والحركة الصهيونية العالمية.
وأكّد بيتر أنّ المؤسسة ستتخذ حزمة إجراءات لإرساء التعريف المُتجدد لمعاداة السامية بين موظفيها؛ تبدأ بإجراء تحقيق شفاف في أجواء جادة محايدة مع الموظفين العرب، من خلال جلب أخصائي نفسي إسرائيلي لشمّ رائحتهم والتأكد من أنّها تعبق بحب إسرائيل، ثمّ مطالبتهم بذكر أسماء ضحايا الهولوكوست فرداً فرداً لطرد أي شخص يخلط بين أسمائهم وأسماء ضحايا دير ياسين بتهمة معاداة السامية، بالإضافة إلى إجبارهم على رسم خارطة دولهم، وعندها لا بد أن يقعوا في الفخ ويكشفوا اللثام عن معاداتهم للسامية عندما لا يرسمون خارطة إسرائيل الممتدة من الفرات إلى النيل والتي تتضمن بلدانهم.
وكشفت إدارة دويتشه فيلة أنها تعمل حالياً على جمع العبارات والتعابير المناهضة لإسرائيل مثل: الجنود الإسرائيليون يطلقون النار أو الطيران الإسرائيلي يقصف أو السلطات الإسرائيلية تهدم منزلاً، وغيرها من العبارات التي تشيطن إسرائيل وتجعلها تبدو دولة قائمة على العنف وجمعها في قاموس تحت عنوان: "معاداة السامية المعاصرة"، مؤكدة أنّها ستتعاون مع خبراء من جيش الدفاع الإسرائيلي في التدقيق والتنقيح، ليُضاف إلى جانب القواميس والمجلدات السابقة الخاصة بمعاداة إسرائيل، تمهيداً لوضعها جميعها كنظام داخلي للقناة وتحفيظه للموظفين لإجراء امتحانات شفهية وكتابية يومية لهم بما تتضمنه.
وعتب بيتر على إسرائيل لإبقائها على العرب والسماح لهم بحرية الحركة حتى باتوا يتسللون إلى دول الجوار وتبتلى المؤسسات الإعلامية بهم، مؤكداً أنّ دويتشه فيله كانت ستتشرف بتغطية عملية تطهيرهم أو إحراقهم أو ربطهم بالسلاسل، راجياً أن لا يعتبر عتابه معاداة للسامية؛ فهو عتاب المحب الغيور على أمن وأمان دولة إسرائيل.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.