تغطية إخبارية، خبر

من يستحق الدعم الحكومي؟ أنت تسأل والحكومة السورية تستبعدك لامتلاكك رفاهية طرح السؤال

سراج المطوفر - مراسل الحدود لشؤون توزيع الثروات بين أعضاء الحكومة

Loading...
صورة من يستحق الدعم الحكومي؟ أنت تسأل والحكومة السورية تستبعدك لامتلاكك رفاهية طرح السؤال

من الواضح لك، عزيزي القارئ، أنّ الحكومة السورية تعمل بكل أمانة وإخلاص على فرز أبناء الشعب إلى فئات وعُلب وتسميات وتصنيفات لتوزع الدلال والمعاناة عليهم بعدل وشفافية؛ إذن ليس من المفاجئ سماعك عن آخر تصنيفاتها العبقرية، تلك التي فرزت الشعب السوري إلى "مدعومين" و"مستبعدين" من الدعم الحكومي ورحمة النظام السوري الواسعة. 

ولكن يبدو، يا حبيبي القارئ، أنّك لم تكتفِ بالصمت عند سماع الخبر، لااا، ها أنت تتساءل بسذاجة، وتفكّر بصوت عالٍ بكل وقاحة في الحمام عن معايير استحقاق الدعم الحكومي من عدمه، ولكن جدران منزلك لك بالمرصاد لتذكرك بسلامة سمعها، إذ تتفاجأ بإشعارٍ على تطبيق "وين" يعلمك بإدراج اسمك في قائمة المستبعدين من الدعم لامتلاكك رفاهيةً برجوازية نادرة في هذا الوقت، ألا وهي طرحك للسؤال هذا يا فيلسوف.

نعم، من الواضح أنك تملك الكثير من وقت الفراغ لتملأه بالتفكير ومساءلة الوجود من حولك والجلوس والتأمل والتفكّر وحشر أنفك في مسائل لا شأن لك فيها، بينما يقضي أقرانك -ممن هم أحقّ بالدعم- يقضون وقتهم يكدحون ويعملون ويسلون رغيف الخبز من الصخر ويجمعون قطرات المازوت من موزعي السوق السوداء ويطرقون أحجار الصوّان ويفركون الأخشاب ببعضها لتوليد حرارةٍ تدفئ كهوفهم بفم ودماغ صامتين.

يا مسكين، أتشعر أن الحكومة تستهدفك أنت وحدك دون غيرك؟ أريد أن أطمئنك أن الحكومة تحرص على الالتزام بمبادئ المساواة في توزيع كل شيء -إلّا الفرص والثروات- إذ إنها استبعدت أيضاً الكثير من أمثالك، ممتلكي الرفاهيات التي لا تستحق الدعم، مثل الأرستقراطيين أصحاب المركبات بمحرك ١٥٠٠ سي سي وأكبر في دولة تفتقد لمواصلات عامة يُمكن الوثوق بها، وأولئك الأُمراء المُنعمين برفاهية مغادرة البلاد دون الغرق في عُرض البحر.

استنتجنا أنك لا تستحق الدعم الحكومي، أبداً، ولا الأُسر المهمشة الإقطاعية تستحقه، صحيح، ولكن، عودةً إلى سؤالك الأسخف حقيقةً من أن نعود إليه: من يستحق الدعم الحكومي السوري؟ الأمر واضح وبسيط، الجيش العربي الأسدي يستحق الدعم الحكومي، والمسؤولون الشرفاء الذين يعملون لرفعة الوطن يستحقون هم وأبناؤهم الدعم الحكومي على شكل سيارات وقصور، وهذا قليل مقارنةً بتضحياتهم في الحرب ضد المؤامرة الكونية على سوريا. ماذا عن الحكومة السورية نفسها؟ من المؤكد أن الحكومة أيضاً أحقّ منك بالدعم الحكومي؛ فالأقربون أولى بالمعروف.

أنت سلبي، وعدو للوطن والأمة، أنتَ نعم، لا تُقدّر جهود سيادته في الإصلاح والتحديث الذي يهدف لكسر الفروقات الطبقية بين عامة الشعب ووضعهم كلهم في نفس الزفت سويةً حتى لا يأخذ أحد منهم نصيب الآخر من الألم والفقر.

وحتى لا تبدأ بالتذمر -كما تعودت- وتنجرف إلى فخ النيل من هيبة الدولة، تدخّل أبو حافظ شخصياً ليؤكد أن ما رُفع عنك هو الدعم المادي فقط؛ فالمادّيات فانية، والأموال وسخ الدنيا، وكل شيءٍ هالكٌ إلا صور سيادته. لا تقلق؛ فالرئيس أعلن عن زيادة الدعم المعنوي من خلال زيادة وتيرة خطاباته التي تحتفي بصمودك، والبحث مع أصحاب الخبرة، مثل الفنانة سلاف فواخرجي وزوجها وائل رمضان، في سبيل تسخير الفن لخلق أشكالٍ جديدة من هذا الدعم، وتوزيعه في كل ميدان وسيارة أُجرة ومقهى.

شعورك تجاه المقال؟