تعيين والدك وزيراً للطاقة

قرّرت الحكومة تعيين والدك وزيراً للطاقة، بعد أن لاحظت امتلاكه أفكاراً بنّاءة خارج صندوق الكهرباء وبرميل النفط، وتمتّعه بخبرة المسؤول الحكومي في الترشيد والتقنين بشكل يساعد الدولة على تقليل استهلاك الكهرباء والكاز والغاز والسولار، ويحافظ على سياستها في عدم الاكتراث لمشهد خدودك الحمراء وأنف أخيك الذي يسيل وجلد والدتك المُتشقق من شدة البرد والبخار الذي يخرج من أنوف وأفواه ضيوفكم، ومطالبته الدائمة للجميع بالبحث عن حلول ذاتية خلّاقة للحصول على الدفء، وعلى رأسها دفن أنفسكم تحت طبقات البطانيات واللُحف. 

وينوي السيد الوالد استهلال مهامه الوزارية بتغيير البنية التحتية للوصلات الكهربائية في المؤسسات الحكومية والخاصة والمجمعات التجارية والمنازل والدكاكي، وإيصالها بلوحة كهرباء مثبتة على مكتبه، حتى يتحكّم بوصول التيار الكهربائي إلى أجهزة التدفئة الكهربائية والمصابيح والسخانات، وفق تقديره لحالة الطقس ورؤيته الخاصة للنور والعتمة.

وشرع والدك بالفعل في إعداد حملات توعوية تُحذّر من خطورة الدفء على تأقلم الجسد البشري مع الأجواء الباردة، وفوائد استعمال الماء البارد في الشتاء والساخن في الصيف، إذ إنّ التطابق بين تيّيّ حرارة المياه و الجو يقي من التهاب المفاصل ويمنح الجلد لوناً جديداً وينعش العضلات ويبقيها في حالة تأهب دائم. 

ويتطلع والدك إلى إطلاق مبادرات بيئة تنموية ترشيدية، تُشجّع المواطنين على إعادة تدوير سخّاناتهم ومُكيِّفاتهم غير المُستعملة واستخدام معادنها وقطع غيارها في إنتاج خزانات مياه إضافية ورفوف مكتبات وطاولات صغيرة يستخدمها الآباء مسانداً للأقدام عند مشاهدة التلفاز.

يُذكر أنّ تعيين والدك وزيراً للطاقة، سيُتيح له أخيراً التنسيق مع أجهزة الدولة لتنفيذ الخطة التي فشل في تطبيقها معكم بسبب وجود سكّان آخرين في الشارع، والتي تتضمن تدريب الكلاب الشاردة على مطاردة المواطنين حتى يصلوا إلى أعمالهم دون الحاجة لحرق البنزين وتقصير عمر السيارة.