إسرائيل تبني جداراً جديداً باستخدام تقارير تتهمها بالفصل العنصري
سامح دربوسة - مراسل الحدود لشؤون الفنون العمرانية الحداثو-استعمارية
٠٣ فبراير، ٢٠٢٢

بعد تكدس مئات آلاف الصفحات من التقارير الصادرة عن جهات دولية والتي تدينها وتتهمها بالفصل العنصري منذ أيامها الفتية وحتى الوقت الحاضر، قررت إسرائيل استثمار هذا الكم الورقي والنوعي في إنجاز آخر يحسب لها وبناء جدار فصل عنصري جديد -أطول وأمتن- من أوراق التقارير هذه.
وأوعزت السلطات الإسرائيلية لمقاوليها ببناء الجدار على وجه السرعة وتسليحه بما يحتاج من صمغ ومشابك ورق وحبر جاف على أن تكون أوراق إدانة الفصل العنصري هي المادة الرئيسية في بنائه، كما وعينت كتيبة جنود دائمة متمركزة عند ورشة الإنشاء لترطيب الأساسات الورقية بالبول دورياً.
وجاء هذا القرار بعد انزعاج إسرائيل من امتلاء غرف الأرشيف وتعثر كبار القادة بأكوام التقارير في مكاتبهم وخشيتهم من وقوع المجلدات على رأس أحدهم إذا ما أخطأ وفتح الخزانات التي تتكوم بداخلها؛ فالجدار يعطيها حياةً جديدة أبعد من مجرد تكديسها أو استعمالها السابق كورق تواليت لأعضاء الكنيست والحكومة.
وشكر وزير البناء والإسكان الإسرائيلي زئيف ألكم الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية على تقاريرهم الشهرية والسنوية "لا أخفيكم امتعاضي من هذه التقارير في البداية، لكن بعد تبلور خطة الجدار العبقرية، صرت أحبها وانتظرها على أحر من جمر، وخصوصاً تلك التقارير المطوّلة التي تفند وتفصل وتستفيض لأن أوراقها أكثر وتجعل من عملية البناء الجدار أسرع وتزيد من ارتفاعه وتعرجاته".
وقال زئيف إن بناء جدار من أكوام ورق تقارير الإدانة يعدّ مصدر فخر لإسرائيل شعباً ودولةً، لأنه يبرز صورتها كصديقة صدوقة للبيئة ويعكس حرصها وخوفها على الطبيعة عبر ممارستها لإعادة التدوير للتقارير هذه بدلاً من حرقها أو رميها في البحر، ما يجعله واحداً من أهم مشاريع القومية العنصرية الأمنية الخضراء.
وأضاف أن السلطات الإسرائيلية ستواصل تكثيف جهودها لحث المنظمات الدولية والمجتمع الدولي الأجنبي على إصدار تقارير مشابهة، حتى لا تضطر للاعتماد على قرارات الإدانة العربية الهزيلة ذات الصفحة الواحدة التي لا تقارن نهائياً بجودة أوراق الإدانة الغربية.