تجمد وسقوط مؤخرة شاب مكث في الحمام أكثر من دقيقة
سليم دنابعي - مراسل الحدود لشؤون البرد المقيم
٣١ يناير، ٢٠٢٢
فقد الشاب غيث دعابر مؤخرته إثر مكوثه أكثر من دقيقة جالساً على المرحاض، دون أن يراعي وجوده في الغرفة الأقل تحقيقاً لأي شرط من شروط استمرار النوع البشري.
وكان غيث قد اصطدم بجدار هواء الجليد القطبي المتمركز في الحمام، قبل أن ينْسَلَّ برد الأرضية إلى قدميه عبر جوربيه، فراح ينفخ على يديه ويفرك فخذيه ويقفز متأملاً المقعد مستجمعاً كل ذرّة شجاعة متبقية داخله، ليتجرأ على الجلوس ويلسع قفاه ببرودة جمَّدت أنفاسه، حتى أصاب الخدرُ حوضه كاملاً.
وهنا بدأت الكارثة …
فخلال الفترة الوجيزة التي قضاها على عرش السيراميك، وأثناء تشتت حواسه بين الهاتف والنَمَل اللذيذ في قدميه، شعر غيث بشيء يهوي في المرحاض، فاعتقد أنه قضى حاجته، ليتفاجأ أن حاجته هي التي قضت على حياته السابقة كإنسان عادي بمؤخرة.
المصيبة لم تكن حتمية؛ فعند الثانية الثامنة والخمسين من زيارة الحمام المشؤوم، تجاهل غيث تباطؤ نبضات قلبه وتيبُّس مفاصله وارتفاع حرارته وكل مؤشرات ضرورة إنهاء العملية وإخلاء الغرفة فوراً، وقرّر قضاء بضع ثوانٍ إضافية ليتابع رابط خبر عوض الاكتفاء بقراءة العنوان، منتصراً لحب المطالعة وتوسيع المدارك.
الآن، ونظراً لوضعه الحرج، أبدى مستشفى باداااس في لندن استعداده لمتابعة غيث، مشيداً بشجاعته في طلب المساعدة وتجاهله حقيقة أنه صار مسخرة بين أصحابه، لما في ذلك من إلهام لمن فقدوا مؤخراتهم وأعضاء أكثر حميمية وآثروا التألُّم بصمت.
كما تعهّد المستشفى بتوثيق الحالة في المعجم الطبي باسم "متلازمة دعابر" تخليداً لمؤخرة غيث، وتذكيراً للجميع - بمن فيهم حضرة جنابك وأنت تتثقف بهذا المقال في الحمام - بأهمية إخلائه على وجه السرعة.