الأردن يخصص بضعة ملايين من فائض عجز الميزانية لاختراق هواتف الناشطين
أمجد بساطير - خبير الحدود لشؤون الأمان الافتراضي
٢٠ يناير، ٢٠٢٢

خصّصت الحكومة الأردنية الرشيدة بضعة ملايين من عجز الميزانية البالغ ٢.٤٨ مليار دولار لهذا العام لتموّل خطتها التنموية المتمثلة في اختراق هواتف الناشطين باستخدام برنامج بيغاسوس الإسرائيلي الذي اشترته من فائض عجز ميزانية العام الماضي، أملاً بإنعاش قطاع التجسس في البلاد.
وكانت الحكومة قد حصلت على منح خارجية بقيمة ١.١٩٦ مليار دولار، ورفعت الدعم عن فاتورة الكهرباء، ورفعت أسعار المحروقات وتباعاً بقية الأسعار، الأمر الذي هدّد بخفض فائض عجز الميزانية؛ لكنّها تداركت الموقف وسدّت هذه الثغرة وفق التوجيهات الحكيمة وأولوياتها الوطنية، وأهمها المواطن، خصوصاً المواطن الناشط، وبالتحديد المواطنة الناشطة بالشأن الداخلي الحقوقية والمحامية هالة عاهد.
وتُمثّل خطوة التجسس على هالة عاهد مُقدمة لسلسلة خطوات تنموية إضافية تأمل الحكومة الأردنية أن تسهم برفع فائض العجز؛ بدءاً بتكلفة ابتزازها والتجسس على بقية الناشطات والناشطين الذين تحتفظ ببياناتهم على هاتفها وابتزازهم، ثمّ مصاريف إطلاق ذباب إلكتروني للتشهير بهم، وصولاً إلى النثريات الأخرى مثل شراء الغاز والكهرباء والماء من إسرائيل ودلق الأموال على الإعلام الحكومي الرسمي والخاص الرسمي للتطبيل للقرار.
إلى جانب ذلك، من المتوقع أن يؤدي إنفاق هذه الملايين إلى خلق فائض في خزينة الدولة المخصصة لبيانات المواطنين، لينمو رصيدها الحالي الذي جمعته بسواعد محلية وبرامج وطنية مثل برنامج سند ومخبريها التقليديين الموزعين في ربوع الوطن ومؤسساته وجامعاته وجوامعه وحاناته وحماماته الحكومية والمواصلات ومواقع التواصل الاجتماعي ورياض الأطفال.