الكذب الصريح

فاينانشال تايمز: قواعد قطرية صارمة لحماية العمال من الحر

aaaj source logo
الشرق
، قطر
Loading...
صورة فاينانشال تايمز: قواعد قطرية صارمة لحماية العمال من الحر
كتبت الشرق

أشار تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية الى أن قطر اتخذت عددا من الإجراءات لحماية العمال من حرارة الشمس أثناء عملهم في البنية التحتية لمونديال 2022. وذلك في إطار خطة لتحسين ظروف العمل في البلدان التي تشهد موجات حرارة مرتفعة في فصل الصيف. وتطرق تقرير الصحيفة المنشور أمس وترجمته الشرق إلى أن ارتفاع درجة الحرارة في عدد من البلدان في العالم يؤدي إلى تفاقم احتمالات معاناة العمال من الإجهاد الحراري، مما يطرح أهمية بذل المزيد من الجهود المبذولة لإصدار قوانين ومعايير جديدة لمكافحة المشكلة.

حماية العمال

وقالت صحيفة فاينانشال تايمز: إن قطر تبنت سلسلة من قواعد حماية العمال في ظل ارتفاع درجات الحرارة في مايو بعد تكليف مختبر فلوريس بدراسة كيفية الوقاية من حرارة الشمس الحارقة في فصل الصيف. وتقضي التدابير الجديدة بتمديد ساعات حظر العمل في الهواء الطلق في فصل الصيف، ويجب أن ينتهي كل العمل بمجرد أن تتجاوز درجة حرارة الهواء والرطوبة النسبية 32.1 درجة مئوية. كما يجب أن يخضع العمال لفحوصات طبية سنوية ويجب على أصحاب العمل إجراء تقييمات للمخاطر لفهم مشاكل الإجهاد الحراري، التي يقول فلوريس إنه من السهل التغاضي عنها. ونظرا لأن ارتفاع درجة حرارة المناخ يؤدي إلى تفاقم احتمالات معاناة العمال من الإجهاد الحراري، فهو في طليعة الجهود المبذولة لإصدار قوانين ومعايير جديدة لمكافحة المشكلة.
وبحسب الاستنتاج الرئيسي الذي توصّلت إليه دراسة تمّ إعدادها بناء على طلبٍ من منظمة العمل الدولية ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بالتعاون مع اللّجنة العليا للمشاريع والإرث، هو أن العمّال في قطر يستطيعون أداء عملهم بأمان في الخارج بالرّغم من حرارة الصيف والرّطوبة في حال اتّخاذ تدابير وقائيّة فعّالة.

وخلال فصل الصيف، قام باحثون من مختبر فايم من جامعة ثيساليا، وهي جامعة رائدة في هذا المجال، بجمع بيانات عن فسيولوجيا العمّال والمجهود المبذول في العمل خلال فترة تجاوزت 5500 ساعة عمل. وتعدّ هذه الدّراسة الأكبر على الإطلاق في هذا المجال والأولى من نوعها في المنطقة. وأجريت الدّراسة في موقع بناء يضمّ 4000 عامل (استاد لكأس العالم) فيه خطّة شاملة لمواجهة الإجهاد الحراري، وفي مزرعة فيها تدابير احترازيّة أقلّ. تمحورت الدّراسة حول تقييم الاستراتيجيات المختلفة للتّخفيف من الإعياء الحراري مع التركيز على التّرطيب ونسبة الراحة والعمل والملابس. بيّنت الدّراسة أنّ المدّة الزمنيّة التّي تجاوزت خلالها درجة حرارة الجسم الأساسية للعمّال عتبة السّلامة أي 38 درجة مئوية (حسب منظّمة الصّحة العالميّة) كانت قصيرة. في موقع البناء، تراوح متوسّط هذه النّسبة بين صفر وثلاثة في المائة من دوام العمل ووصل في المزرعة إلى 8 في المائة.

إجراءات ضرورية

وقال الدكتور أندرياس فلوريس، مدير مختبر فايم: إن عدم الاهتمام بتطبيق الإرشادات لضمان حماية العمال بدأ يتغير، موضحا أنه يتم استخدام أجهزة مراقبة صغيرة بحجم حبة يبتلعها العمال حتى يتمكن من قياس درجات حرارة أجسامهم. ففي أحد المطاعم، يمكن أن يكون للنادل درجة حرارة طبيعية طوال اليوم بينما يمكن أن يكون لدى الطاهي في نفس المبنى "مستويات شديدة الحرارة".
وأورد التقرير، إن موجة الحر القاتلة التي أحرقت أجزاء من أمريكا الشمالية الأسبوع الماضي هي جرس إنذار للعمال ورؤساء المؤسسات على حد سواء. وفي وقت متأخر من بعد ظهر الإثنين من الأسبوع الماضي، نشرت أمازون بعض الأخبار على تويتر. وقالت إن جزءا من مقرها في وسط مدينة سياتل، كان يعمل "كموقع تبريد" رسمي للمدينة "للسكان الذين يحتاجون إلى مكان للبقاء في مأمن من الحرارة الشديدة". كانت هذه مجرد واحدة من عشرات مراكز التبريد التي خصصتها السلطات على عجل في جميع أنحاء المدينة، حيث اجتاحت موجة حارة محيرة للعقل شمال غرب المحيط الهادئ، وهي منطقة تشتهر بالبرد والرذاذ.

وتابع التقرير: في كندا، حيث لم تتجاوز درجات الحرارة المسجلة 45 درجة مئوية، ارتفعت الحرارة إلى 49.6 درجة مئوية في قرية ليتون في كولومبيا البريطانية، قبل أن يجبر حريق هائل السكان على الإخلاء. وكتب خبراء الأرصاد في إدارة البيئة في غرب كندا على تويتر، حيث تخشى السلطات من أن الحرارة قد تكون مرتبطة بمئات الوفيات المفاجئة: "لا يمكن للكلمات أن تصف هذا الحدث التاريخي". وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة بشكل قاتم: "لقد تم تحطيم العديد من السجلات بحيث يصعب تتبعها".
وأبرز أندرياس فلوريس، الخبير العالمي في الإجهاد الحراري أن الحيلة تكمن في إيجاد توازن بين حماية العمال وإبقاء الأعمال مفتوحة. وقال إنه سيتم إيلاء المزيد من الاهتمام لهذه القواعد بعد هذا الأسبوع.
كما قال أحد الأطباء في سياتل لصحيفة سياتل تايمز إن عدد الأشخاص الذين تدفقوا على المستشفى مصابين بضربة شمس وغيرها من المشاكل المرتبطة بالحرارة كان مماثلاً لما رآه في بداية جائحة كوفيد - 19. تغير المناخ يعني أن كارثة الأسبوع الماضي لن تكون بأي حال من الأحوال الأخيرة من نوعها. كما يقول فلوريس" ستحدث أشياء كثيرة في السنوات القادمة".

٠٪
هل يستحق هذا الخبر الفوز بجحصع؟
٠٪