الجائزة الخاصة

هكذا تكلم أبو تريكة

aaaj source logo
الشرق
، قطر
Loading...
صورة هكذا تكلم أبو تريكة
كتبت الشرق

اعرف ابو تريكة بالاسم، ولكنني لو شاهدته قبل اليوم لما عرفته، ليس لكونه مجهولاً بل لجهلي أنا الكبير والعميق بكرة القدم وبكل ما يرتبط بها، وعدم متابعتي للشأن الكروي لا من قريب ولا من بعيد.
ولكن، ما اثاره ابو تريكة خلال الايام القليلة الماضية من تصريحات اشعلت العالم، جعلتني اتابع الوضع، وبالرغم من ان ردود الافعال المؤيدة لتلك التصريحات تثلج الصدر، الا ان الهجمة الشرسة في المقابل تنبئ بأن نشر الشذوذ والعمل على ان يتقبله العالم كأمر واقع "وطبيعي" عملية ممنهجة ومدروسة.
سبق وان اشرت في مقال سابق الى الجهود التي تقوم بها إحدى شركات الترفيه والأفلام وغيرها من الوسائل والمنظمات للعمل على غرس تلك القيم في الوعي الجمعي للمجتمعات، والدفع لتقبلها عبر دس السم بالعسل، وعندما نتصور ان لدينا دفاعات ذاتية ضد الظواهر السلبية، يجب ان ندرك ان الأمر قد لا يكون كذلك، فالنار تختبئ تحت الرماد احيانا، وسنصطدم بواقع مغاير اذا لم نتنبه لهذا الامر.
وبالعودة إلى قضية الشذوذ، او المثلية تجاوزا، يمكننا ملاحظة ان التسمية الأخيرة في ذاتها تحمل معنى يدل على الميول، وحرية الاختيار، فهي ليست شذوذاً او امراً غريباً بل خيار وحرية، فإن لم تكن مؤيدا للمثلية، فلا بأس، هناك خيار آخر وهو ما يسمى "بالمغايرة".
يمكننا تتبع "المسيرة التاريخية" لهذا الأمر، فمن كون الشذوذ شذوذاً الى كونه مثلية، ومن كون تلك المثلية امرا مرفوضاً ومستهجناً الى ان اصبحت خياراً، ومن كونها أمرا يدينه المجتمع حتى مع التسليم بوجوده، الى المطالبة بالاعتراف به وتكييفه قانونياً والمطالبة بما يرتبط به من "حقوق" مزعومة، ولكن الخطير في الأمر هنا أن ذلك الخيار اصبح خياراً ديكتاتورياً مفروضاً بالقوة على المجتمعات، وما ردود الافعال المناهضة لتصريحات ابو تريكة الا دليل على ذلك.
لقد تحولت القضية من ثنائية الرفض والتقبل، الى منع ورفض والتنديد بمهاجمتها او استنكارها، وما يدق ناقوس الخطر هنا ان ذلك المنع يتم عبر ادوات ضغط تمارسه المنظمات الدولية المشبوهة، والاتفاقيات الملزمة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، اين الحرية الانسانية في التعبير عن الرفض والتنديد، لماذا اصبح الانسان يخشى من الجهر برفض المثلية خوفا من الهجوم عليه واغتياله نفسياً. وهل اصبحنا امام هذا الغول المتوحش نخشى التصريح بآرائنا وافكارنا خوفاً من الاتهام بمناهضة المثلية وانكار المحرقة؟.
بالنظر الى هذه القضية والمنهجية المتبعة في ترسيخها عبر ادوات قوية ومتمكنة، يمكننا كشف الاهداف التي تختبئ وراءها، فهل تجاوزت المجتمعات الانسانية كافة المعوقات التي تحول بينها وبين حصولها على حقوقها، وهل تجاوزت تلك المجتمعات مسببات الفقر والقهر والجهل، ليتبقى امامنا المطالبة بحقوق "المخنثين"؟ واي عالم ذاك الذي سيحكمه أولئك المخنثون.
ان الاهداف الكامنة وراء هذه الجهود واضحة وجلية، فهي تعمل على هدم الثوابت، وخلخلة والحط من دور الاسرة، وانتاج انسان هش لا يزعج اصحاب النفوذ ولا يحمل هماً الا رفع شعار المثليين في المحافل الدولية، ويتم تصوير هذا الامر وكأنه انجاز ما بعده انجاز، حيث يتم توظيفه كأداة ضغط على الدول، فماذا بعد رفع الشعار؟ وكشف السوءات والتراقص والتمايل على النغمات؟.
لابد للمجتمعات ان تكون متأهبة لهذه الهجمة الشرسة، وان تدرك حجمها وحجم تبعاتها، فبعد تطبيع المثلية والدق على وتر "الجندرية" هل سيتوقف الامر عند هذا الحد وحسب؟ أم ان الامر سيتجاوز ذلك الى ما هو أبعد واكبر، وهل نتوقع ان بلورة الاسرة وفق تصورات مثلية تتقبل انتكاسة الفطرة ستنتج لنا انساناً قادرا على بناء المجتمع والاسهام في تنميته؟ او انساناً يستطيع رفض الظلم والقهر، ويسعى الى تنوير مجتمعه والنهوض به، ام انها ستنتج لنا انسانا اقصى ما يحمله من هم هو رفع شعار المثلية في محفل دولي ويكون بذلك قد حقق انجازا ثوريا يضع الانسانية في مراتب متقدمة فيحق له الفخر والتباهي بهذا الانجاز المخزي.

٠٪
هل يستحق هذا الخبر الفوز بجحصع؟
٠٪