من أنت لتجيب الحدود أسئلتك؟ الحدود تسأل وتجيبك مع أنك لم تسأل
فوزي اللامع - مسؤول استقبال شكاوى واستفسارات الجمهور
٠٧ ديسمبر، ٢٠٢١
منذ نشأة الحدود والجمهور العربي يعتمد عليها كلياً بالإجابة على أسئلته وتساؤلاته المريضة والسافلة التي تُعبر عن نقائصه وأمراضه وعقده النفسية المزمنة، وكأن الحدود وكادرها أمه التي تخلت عنه ووضعته في صندوق خشبي على باب مسجد.
صحيح أن طاقم الحدود هم ألمع الكُتاب والمحررين في العالم؛ كيف لا ونحن خريجو مدرسة أبو صطيف بكر علي أحمد اللوز؟ بالتأكيد يحق لنا التساؤل بكل تكبر وتعجرف، من أنت لنجيب أسئلتك يا هذا؟ لابد أنك لا تعلم من نحن لتستسهل سؤالنا وكأننا موظفو استعلامات في شركة والدك. ألا تعلم من نحن؟ أتعرف أن مكالمة صغيرة من زعيمنا المفدى أبو صطيف كفيلة بإرسالك وراء الشمس أنت وكل المتسائلين أمثالك؟ لولا طيبة قلبه ومراعاته لظروفك النفسية الصعبة، يا فاشل.
مع ذلك، في هذا المقال سنتنازل مرة أخرى ونجيب على تساؤلك الذي لم تسأله، مع أنك لا تستحق ثانية من وقتنا كان يمكن أن نستثمرها في تدليك رقبة معلمنا، ولكن لدينا أسبابنا:
لنظهر مقدار عطفنا على الشعب: بالإجابة على أسئلتك نستطيع إظهار كم نحن حريصون على حمل الهم الوطني، وهو هم ثقيل بدرجة ثقالة دم شعبٍ لا يشبع من طرح الأسئلة، ولا يملك القُدرة على التفكير بشكل مستقل والبحث عن إجابات بمفرده، بل يجبرنا في كُل مرة على أخذه من يده إلى حيث تكمن الحقيقة.
لخوفنا عليك: نخاف إن تركناك فريسة للتفكير الزائد عن الحد (Overthinking)، ولثقتنا أن مستوى ذكائك لن يؤهلك للإجابة عن أي من تساؤلاتك، فإننا نخشى أن تنفجر إحدى شرايينك أو تصاب بأمراض مزمنة كالضغط والسُكري، أو الأسوأ، أن تبحث عن إجابة هذه الأسئلة في الأماكن الخاطئة كالمواقع الإباحية وكتب البي دي إف المقرصنة أو في ملحق صحيفة ترشحت لسبع جوائز من جائزة الحدود للصحافة العربية.
لأننا نشتهر بتواضعنا: وعلى استعداد للتنازل قليلاً وكتابة مقالات ومحتوى متنوع مقابل الأجر الذي نتقاضاه على شكل سكر وطحين ومعونات، على أمل الإجابة على الأسئلة البلهاء التي تتفضل بعدم بطرحها علينا بين الحين والآخر، مهما كانت أسئلة سخيفة وسطحية.
لأننا نريد الحصول على تمويل من مؤسسة موزمبيق للتنمية الفكرية (متف): فقد اشترطت المؤسسة أن نجيب على عدد من أسئلة الجمهور لتمنحنا ذلك التمويل، ولأن حضراتكم يا قراءنا الأعزاء لم تشتركوا ببرنامج العضوية بعد لدعمنا، ولم توجهوا لنا أي أسئلة حتى، اضطررنا أن نسأل ونجيب