الجائزة الخاصة

قرداحي.. قرد إيران!

aaaj source logo
الرياض
، السعودية
Loading...
صورة قرداحي.. قرد إيران!
كتبت الرياض

مؤخراً، اعتدتّ محاولة رؤية الأشياء الجميلة في كل شيء قبيح ما أمكن، وفي "حادثة قرداحي"، وكلامه (العدواني) المعلن - وقبله المدعو شربل - أستطيع القول: إنهم أظهروا لنا نماذج تخفي القبح، وتزعم التمدن والحرية، وفي دواخلها مخازن من العفن والتبعية والانصياع.

لا يمكن اختزال موقف الرياض، ومعها معظم دول الخليج، على أنه رد على حديث قرداحي الموجه فقط، الذي لا يمكن أن تكون مهامه أبعد من الثرثرة المناسبة لدوره في الحكومة المختطفة. كما لا يمكن تجاوز ما قاله، أو اعتبارها تصريحات خالفها الصواب، وإنما رغبة عدوانية تستهدف المدنيين، ما يستلزم الوقوف الجاد والصارم في وجه الحكومة التي اختارته متحدثاً لها، كوزير إعلام، أو شبه وزير في شبه حكومة.

أكثر ما يضحك في الحكومة اللبنانية، أو ما يمكن وصفها "حكومة حزب الله"، هو التبرؤ مباشرة من التصريحات الرسمية، التي يدلي بها وزراء على رأس العمل في الحكومة الشكلية، ومحاولة تمييع الكلام - بعد نشره - وتقديمه على أنه مجرد آراء شخصية، وهذا يتنافى مع جميع الأعراف الدبلوماسية.. ظناً منهم أنهم قادرون على تسيير العلاقات والملفات السياسية، بالألاعيب الإعلامية المكشوفة الرخيصة.

ما يجب التنويه إليه هو أن المملكة العربية السعودية، الداعم الأول للبنان لعقود، استنفدت كل رصيد الصبر لديها تجاه بيروت، أملاً في أن تغير الأخيرة من سلوكها، وأن تتخلى عن كونها مجرد أداة صورية، تتحكم بها طهران عن بُعد، وتتعامل معها كأحد مراكز الإرهاب المنتشرة.

قرار الرياض الأخير تعبير صريح ومباشر لمطالبة لبنان بتغيير تصرفاتها، وأن تكون حكومة حقيقية مستقلة قادرة على اتخاذ مواقف تناسبها، بعيداً عن أي إملاءات خارجية؛ وفقاً لما تمليه الأعراف الدولية، ويحقق مصالح الشعب اللبناني أولاً، الذي ضاق ذرعاً بالتصرفات الصبيانية والعمليات الإرهابية، والفساد والمخدرات والتلاعب الكبير بمقدرات لبنان المهزوم.

يمكن لبيروت أن تستمر في اختيار مسارها المنبوذ، ومحاولة الاستمرار في التخبط بأطول نفس ممكن، لكن القانون الأهم في هذه المعادلة هو حجم تحمل اللبنانيين لحكومتهم وإرهابها.

الصمت قد يستمر لسنوات، لكنه لن يبقى أبدًا للأبد.. هكذا تعلمنا من التاريخ. والسلام..

٠٪
هل يستحق هذا الخبر الفوز بجحصع؟
٠٪