لايف ستايل، تقرير

أين يكون الوحي وأنا أنتظر نزوله وما الذي يفعله؟

حامد نسيم الريح - مراسل الحدود من البانيو

Loading...
صورة أين يكون الوحي وأنا أنتظر نزوله وما الذي يفعله؟

يبدو أنك شخص عاطل عن الأمل، وفاقد للشغف والإبداع والابتكار، نعم، واتكالي، تنتظر حلّاً منزلاً من السماء عند قدميك ليأخذ بيدك ويلهمك فكرة Startup تحولك لرائد أعمال بين ليلة وضحاها حتى لا تضطر للاستيقاظ صباحاً للحاق بعملك مثل باقي البشر، على أن يتكفل الوحي بكتابة دراسة الجدوى والخطة وأسماء وعناوين الممولين وطُرق استمالتهم ليفتحوا لك خزائن أموالهم على مصراعيها.

لكن هذا الوحي يرفض التنازل والنزول للقاء حضرتك؛ فلا يزورك بشكل شخصي مباشر كما كان ينزل على الأنبياء والفلاسفة، ولا مستتراً كإلهام يُخبرك عن قطعة الحلوى المحشوة بالشوكولاتة الطرية اللذيذة لتختارها من بين قطع الحلوى الرديئة حين تزور أحدهم في الأعياد.

نحن في الحدود حاولنا معرفة أين يوجد الوحي هذا الذي تنتظره، وما هو الشيء المهم الذي يشغله عنك وعن أمثالك؛ فأوكلنا المهمة هذه للمشعوذ الدجّال فريد الفاتر وعاد إلينا بأهم الأشغال التي تشغل الوحي عنك ومواقع وجوده المتوقعة.

في وادي السيليكون: لعله مشغول بإخبار إيلون ماسك عن مشروع جديد لغزو الفضاء أو يقترح على بيل جيتس فكرة لقاح جديد للسرطان؟ فكّر بها منطقياً؛ لو كنت وحياً وتملك فرصة النزول لكوكب يزخر بالعباقرة والمبدعين، لماذا ستُضيع وقتك بالنزول إلى شاب مثلك لا تتعدى أكبر طموحاته إيجاد خطة للهروب من العمل دون أن يراه أحد؟ هل تظن أن الوحي يملك رفاهية الوقت لهذه الدرجة، بالتأكيد لا.

في بيته يأخذ درساً على Udemy أو Coursera: من المؤسف أن الوحي يعمل على تطوير نفسه بينما أنت، كشخص يعيش في عز ثورة المعلومات والاتصالات وجوجل وسيري ويوتيوب -حيث الوصول للمعلومة بكبسة زر- ما زلت تبحث عنه وتريد إزعاجه. يا أخي في أيامنا هذه تفوق سرعة الإنترنت سرعة نزول الوحي، ولو كان الأنبياء يعيشون في عصرنا لربما أرسل لهم الخالق عز وجل رسالة على بريدهم الإلكتروني أو الواتس أب بدلاً من تفريغ ملاك لنقلها.

عند أختك: على رسلك. لماذا انحمقت لمجرد ذكر كلمة أختك؟ أليست أختك إنساناً كامل الأهلية تستحق أن ينزل عليها الوحي ويلهمها مثلك تماماً؟ عموماً، ليس من المستغرب على شخص غارق بالخرافات ويؤمن بنزول الوحي أن يكون ذكورياً كارهاً للنساء.

عندي: ها هو جالس معي يلهمني لكتابة هذا المقال الذي أجلدك فيه وأفيدك وأجعلك تتوب عن السؤال عن الوحي مجدداً، وفي نفس الوقت تستفيد منك الحدود كزائر للموقع يرفع ترتيبها بين الصحف الإلكترونية، ويجعلهم ينتبهون إلى نباهتي وروعة مقالاتي لأحصل على ترقية، يا رب.

شعورك تجاه المقال؟